الميركاتو والتكوين وأخيرا أسدل الستار على فترة الإنتقالات الثانية أو ما يحلو للبعض تسميته بالميركاتو الشتوي، أسدل الستار على حركة الإنتقالات الثانية بعد أن أخذت الأندية فرصتها الأخيرة لترميم صفوفها وسد ثغراتها على المستوى البشري، ذلك أن جل الأندية عودتنا أنها تتحرك في هذه الفترة من أجل إبرام صفقات جديدة سواء الأندية التي وقعت على ذهاب جيد أو تلك التي خذلتها مرحلة الذهاب، حيث تتطلع إلى تحسين مستواها في الشطر الثاني الحاسم. ولأننا ما زلنا نعيش في جحيم الهواية فقد تمَ تمديد المدة الزمنية للميركاتو الشتوي لأيام أخرى قبل أن يسدل الستار يوم الاثنين الأخير، وذلك تنفيذا لرغبة بعض الأندية وضدا عن إلتزامات الجامعة والإحترافية في احترام كل القوانين التي تصدر، على أي لهثت الأندية وتحركت الإتصالات ودخلت مجموعة منها في سباق جنوني لتعزيز ترسانتها حسب القدرة الشرائية والسيولة المالية التي تتوفر عليها خزينة النادي، حيث عودتنا فرقنا أن تسلك هذا الطريق مهما كانت ظروفها ووضعيتها، وأعني بذلك أن مجموعة من الفرق التي تؤكد تركيبتها البشرية أنها ليس بحاجة إلى انتدابات، ومع ذلك فإنها تدخل هي الأخرى سوق الإنتقالات عملا بمبدأ تقليد الآخرين ما دام أن الميركاتو أصبح موضة في عرف أنديتنا تم من خلالها يتغير لوك الفريق بوجوه جديدة. يغير مجموعة من رؤساء الأندية وهنا أؤكد رؤساء الأندية لأن السواد الأعظم منهم هم من يتحكمون في الإنتداباب ويتطاولون على الأمور التقنية ويضعون أمام المدرب اللائحة بدليل أن الكثير من المدربين يجدون أنفسهم أمام أسماء لا دخل لهم فيها ودون استشارتهم، قلت أن مجموعة من رؤساء الأندية يقومون بانتدابات فقط لإسكات أفواه الجمهور الغاضب وثنيه عن الإنتقادات، وهو ما استخلصناه في الفترة الأخيرة، ذلك أن جماهير الأندية إهتمت بانتدابات أنديتها وتابعت لحظة بلحظة ما ستجود به سوق الإنتقالات، ونسيت الأسباب التي جعلت مجموعة من الأندية لم تسجل النتائج المتوخاة في شطر الذهاب. وهنا نتساءل أيضا عن دور مراكز التكوين والفئات الصغرى والمواهب التي تحفل بها الفرق، وكيف أن الأخيرة جردت هذه الفئات الصغرى من دورها كقناة لتطعيم فئة الكبار، والظاهر أن أغلب المدربين لم يعد يعنيهم تشجيع اللاعبين الشباب أو منحهم فرصة تقوية عودهم، لأن ما شاهدناه من حركة انتقالات في الميركاتو يؤكد أن الألوية كانت للأسماء الرنانة على حساب اللاعبين الشباب.. ومن سخرية القدر أن مجموعة من اللاعبين انتهت صلاحيتهم ومع ذلك لعب إسمهم وكذا رصيدهم السابق دورا هاما في انتقالهم، رغم أن العديد من التجارب أكدت فشل جملة من الانتدابات بلاعبين لم يقدموا أي إضافات، رغم المناداة بإعطاء هامش كبير للتكوين وتشجيع اللاعبين الشباب ومنحهم فرص المنافسة.. والظاهر أن هاجس الإقالة يخيم بشكل كبير على تفكير المدربين ويؤثر على اختياراتهم، حيث الخوف من المغامرة تقودهم للإعتماد على لاعبين شباب. ويبدو تأثير هذه اللامبالاة للاعبين الشباب واضحا في البطولة، فبعد أن كان كل موسم يفرز أسماء مواهب صاعدة تخطف الأضواء وتتألق مع أنديتها، إذا ببطولة هذا الموسم تعرف غياب تام لهؤلاء النجوم الشابة، وهو ما يفسر الظهور المتواضع للمنتخب الأولمبي في دوري شمال إفريقيا الأخير بالمغرب، حيث ظهرت قلة التجربة والإفتقار للمنافسة للاعبي المنتخب الأولمبي الذي تشكل من المحليين، والأكيد أن هذه الثقة ستغيب ما دام أن كل فريق جعل من الميركاتو الشتوي سوقا تغيب عنها سلعة اللاعبين الشباب.