انتهت مباراة المنتخب المحلي أمام نظيره الجزائري بالفوز والتأهل كما كان يطمح الجميع، لكن الأكيد أن كثيرين يتساءلون عن أسباب ظهور الأسود بمظهرين متباينين ومختلفين إلى حد التضاد.. وكيف لعبوا شوطا رائعا، تسيدوه أداء وحماسا وانضباطا وخلقوا خلاله العديد من فرص التهديف، وكيف تراجعوا بشكل واضح خلال اشوط الثاني بأداء باهت وضعيف إلى حد يدعو للقلق. تراجع المنتخب الوطني خلال الشوط الثاني قد يكون لأسباب تكتيكية عمد من خلالها المدرب إلى الرغبة في اللعب دفاعا حفاظا على السبق الكبير في النتيجة التي خرج بها من الشوط الأول وهو التقدم بثلاثية نظيفة، وربما بسبب ذلك لجأ إلى تغيير بعض لاعبيه. وقد يكون لأسباب نفسية ناجمة عن قناعة اللاعبين بتحقيق المطلوب فبات من أولويتهم الحفاظ على النتيجة المسجلة وليس البحث عن تعزيزها بأهداف أخرى. لكن مهما يكن فإن الخروج من الشوط الأول نتيجة 3 – 0 ليس أمرا مطمئنا على الإطلاق، وقد علمتنا العديد من المباريات السابقة محليا ودوليا أنه لا ثقة ولا منطق مع كرة القدم، لذلك ما كان على عموتة أن يكتفي بثلاثية الشوط الأول ويلعب الشوط الثاني من أجل الحفاظ عليها. كان على عموتا أن يلعب الشوط الثاني بنفس الحماس والرغبة في البحث عن الأهداف، كان عليه أن يزيد من ضغوطاته على الخصم، عوض أن يمنحه المساحة الكافية ليستعيد من خلالها الكثير من الثقة والحماس.. ولو كان منتخب الجزائر متوثبا ولائقا بدنيا وتكتيكيا لأرانا نجوم الليل في عز الظهر!! وحتى التغييرات التي قام بها عموتا خلال الشوط الثاني لم تكن لغرض تكتيكي محض، أكثر مما كانت لإتاحة الفرصة لأكبر قدر من اللاعبين للمشاركة.. فلا الكعبي الذي دخل بدل أحداد ولا قرناص الذي عوض الحداد، ولا نناح الذي دخل بدل البركاوي، لا أحد منهم كان له الحظور الوازن والثقيل على مستوى خط الهجوم، وقد لاحظنا كيف أن الكعبي نسي كل مواهبه وكأنه جاء من كوكب آخر، كما شاهدما نناح كيف وقع في ظرف وجيز جدا 3 مرات في فخ الشرود.. كما شاهدنا قرناص كيف لعب من دون أي زخم هجومي إضافي.. وبالتأكيد عموتا ليس في حاجة لأن يذكره أي كان، بما هو أساسي وضروري وبالفرق الكبير في منح الفرص للاعبين خلال المباريات الإعدادية والاعتماد عليهم خلال المباريات الحاسمة.