سنقاتل من أجل الحفاظ على لقب كأس العرش سعيد بانضمامي للمنتخب الرديف أحلم بالفوز بالحذاء الذهبي للبطولة الإحترافية فرض مهاجم الدفاع الحسني الجديدي الأسمر أيوب نناح نفسه كأحد نجوم البطولة الوطنية الإحترافية في نسختها الرابعة لهذا الموسم ، بأدائه المتميز وأهدافه الرائعة التي رفعت من أسهمه وأكسبته تقدير واحترام الجماهير الدكالية التي أضحت تتنبأ لهذا اللاعب الواعد بمستقبل باسم ، وذلك بالنظر إلى ما يختزنه من إمكانياته فنية هائلة وحس تهديفي متفرد، حيث يدين الجديديون كثيرا لإبن البرنوصي الذي قاد فريقهم نحو التأهل إلى دور ثمن كأس العرش بهزمه لحسنية أكادير ذهابا وإيابا، ناهيك عن مساهمته البارزة في الفوز الأول الذي حققه الدفاع ضمن البطولة الإحترافية بثلاثية تاريخية على الرجاء البيضاوي. بتوصية من المدرب السابق للفرسان الجزائري عبد الحق بن شيخة، قام الدكاليون بالتعاقد في الميركاتو الشتوي الماضي مع الهداف السابق للرشاد البرنوصي رفقة زميله يوسف أكردوم، وفي زمن قياسي انتزع هذا الوافد الجديد رسميته داخل الكثيبة الدكالية، بعدما منحه بن شيخة الفرصة في منافسات كأس الإتحاد الإفريقي التي وقع خلالها على شهادة ميلاد جديدة، ومنذ ذلك الحين تحول نناح إلى رقم صعب في تشكيلة الفرسان. عن سر تألقه صحبة الدفاع الجديدي الذي يحلم بالتويج صحبته بالحذاء الذهبي، وشعوره بعدما حظي بثقة الناخب الوطني امحمد فاخر الذي وجه إليه الدعوة لأول مرة للمشاركة في تجمع المحليين، كان لصحيفة «المنتخب» لقاء مع الأسمراني نناح الذي كانت إجاباته عفوية وصادقة وخالية من كل المساحيق.. لنتابع: - المنتخب: كيف تقرأ مسيرة الدفاع الحسني الجديدي حتى الآن في منافسات البطولة والكأس؟ نناح: عموما، أعتقد أن الحصيلة التقنية للدفاع الحسني الجديدي حتى الآن متوسطة في منافسات البطولة الوطنية الإحترافية، لأن الفريق كان يشكو من خلل وعاكسته النتائج الإيجابية في الدورات الثلاث الأولى من هذا الموسم، خاصة في مباراة المغرب التطواني التي تلقينا خلالها هزيمة قاسية أغضبت كثيرا جماهيرنا، لكننا استطعنا تصحيح مسارنا بسرعة ومن ثمة التكفير عن خطئنا في الدورة الموالية بتحقيقنا لفوز كبير وعلى حساب فريق كبير من قيمة الرجاء الرياضي، مما سيرفع من معنوياتنا للحفاظ على نسقنا التصاعدي. على مستوى كأس العرش، أظن أن الفريق الدكالي ماض في الاتجاه الصحيح، حيث استطاع بلوغ دور الربع النهائي، ونحن عازمون على السير بعيدا في هاته المسابقة الغالية والحفاظ على اللقب الذي أحرزه الدفاع في الموسم الماضي والذي يعد من بين الأهداف المسطرة للنادي هذه السنة. - المنتخب: هل تأقلمتم كلاعبين مع فلسفة المدرب المعلم» شحاتة وطريقة اشتغاله؟ نناح: صحيح، أن لكل مدرب فلسفته الخاصة واستراتيجيته في العمل، ونظرا للتباين الكبير بين المدرب السابق عبد الحق بن شيخة والربان الحالي حسن شحاتة، فقد يلزمنا بعض الوقت للتأقلم مع الأسلوب والنهج التكتيكي الذي يعتمد «المعلم»، والحمد لله بدأ اللاعبون تدريجيا يتجاوبون مع فكر وفلسفته سواء في التداريب أو أثناء المباريات. - المنتخب: قدمت صورة طيبة مع الدفاع الجديدي في الموسم الماضي، خاصة في منافسات كأس (الكاف)، وحافظت على توهجك مع بداية البطولة الحالية، هل يمكن القول أن نناح القادم من القسم الثاني استأنس جيدا بأجواء البطولة الاحترافية؟ نناح: كما تعلمون، فقد إلتحقت في منتصف منافسات الموسم الماضي بالدفاع الجديدي قادما إليه من الرشاد البرنوصي، وكان الفريق الدكالي وقتئذ يلعب على الواجهتين المحلية والقارية، حيث منحني المدرب بن شيخة فرصة إثبات الذات في كأس الإتحاد الإفريقي، والحمد لله وفقت في الإختبار بميزة جيد جدا، بتسجيلي لهدفين في مرمى «ف.س.غامتيل» الغامبي خارج الديار، ومن ثمة كانت انطلاقتي الحقيقية مع الدفاع وتجاوزت بسرعة كل الحواجز النفسية في هاته المباراة التي منحتني ثقة كبيرة في النفس، وخلال هذا الموسم صممت العزم على تقديم الأفضل وتأكيد أحقيتي بحمل القميص الدكالي، وذلك بالمثابرة والجدية في التداريب، كما أحرص أيضا على تنفيذ تعليمات الطاقم التقني على أرضية الملعب، وأتمنى أن أسير على نفس المنوال وأسجل مزيدا من الأهداف لفريقي في قادم المباريات حتى أن أكون عند حسن ظن الجمهور الجديدي. - المنتخب: هل نفهم من كلامك أنك ستنافس هذه السنة وبقوة على لقب الحذاء الذهبي؟ نناح: أولا وقبل كل شيء يبقى رهاني الأساسي هو قيادة فريقي الحالي نحو احتلال مراكز متقدمة في سبورة الترتيب، ولم لا المنافسة على الألقاب، لكن بالموازاة مع ذلك ومن موقعي كمهاجم أطمح كذلك للفوز ببطولة الهدافين، وهو حلم مشروع يراودني هذا الموسم، وإن شاء الله سأنافس بقوة من أجل تحقيق هذا المسعى، رغم أنني أدرك صعوبة المهمة في ظل تواجد مهاجمين أقوياء ومجربين محليين وأجانب في مختلف الأندية الوطنية. - المنتخب: هناك من يعاتب المسؤولين الدكاليين على تفريطهم في أجود العناصر التي صنعت مجد الفريق، بكل صراحة ومن منظورك الشخصي هل كان لرحيل شاكو، قرناص، النقاش ومنصوري وآخرين، تأثير سلبي على أداء الدفاع الجديدي في منافسات هذا الموسم؟ نناح: لقد غادر فريق بكامله الجديدة مع نهاية الموسم المنصرم، نصف المغادرين كانوا يشكلون الركائز الأساسية للدفاع، وكان من الطبيعي جدا أن يخلف رحيلهم تأثيرا واضحا على أداء الفريق الدكالي خاصة في بداية الموسم، لأن المنتدبين الجدد كان يلزمهم بعض الوقت للتأقلم مع أجواء النادي وإبراز مؤهلاتهم الفنية، وأعتقد أن هؤلاء الوافدين تجاوزوا دهشة البداية وبددوا مخاوف الجماهير الجديدية، بدليل أن أغلبهم حصلوا على رسميتهم وأبلوا البلاء الحسن في المباريات الأخيرة، ومقارنة مع الموسم الماضي أظن أن الدفاع يتوفر هذه السنة على اكتفاء ذاتي من الناحية البشرية، لأن المسؤولين قاموا بانتدابات مقننة لتقوية كل المراكز، لذلك ستكون المنافسة شرسة وشريفة بين اللاعبين لانتزاع الرسمية، وهذا يصب في مصلحة الدفاع لحسني الجديدي الذي لن يتأثر بالغيابات وسط البطولة، عكس السنة الماضية، حيث كان النادي يتوفر على رصيد بشري محدود نوعا ما، مما جعله يفقد الكثير من النقاط في الثلث الأخير من البطولة ومن ثمة فوت عن نفسه فرصة الفوز بالدرع الفضي الذي كان في متناول الدكاليين والذهاب بعيدا في كأس (الكاف) لولا العياء الذي ذب في أقدام اللاعبين بسبب ضغط المباريات المحلية والقارية وغياب بدائل جاهزة في كل المراكز، ولتفادي أي خصاص محتمل اضطر المكتب إلى القيام بانتدابات وازنة هذا الموسم بشهادة الجميع. - المنتخب: برأيك، هل الإقصاء المبكر وغير المنتظر للسواعد الكبرى والقوى الكلاسيكية، مهد الطريق لفريقكم للحفاظ على لقب كأس العرش الذي أحرزه في الموسم الماضي؟ نناح: منافسات كأس العرش دائما حبلى بالمفاجآت، وتذوب فيها الفوارق بين الأندية الوطنية، خلال هذه السنة ولضمان تكافؤ الفرص بين المنافسين، عمدت الجامعة إلى اعتماد نظام الذهاب والإياب في مباريات كأس العرش بدءا من دور سدس عشر النهاية، بالنسبة للدفاع الحسني الجديدي يشعر لاعبو بثقل المسؤولية باعتبارهم أبطال النسخة الماضية للكأس الفضية، وسيقاتلون من أجل الحفاظ على اللقب للموسم الثاني على التوالي، نحن نناقش كل مباراة على حدة، وإلى حد الساعة مسارنا موفق في مسابقة الكأس، وأتمنى أن يحافظ اللاعبون على تركيزهم حتى نهدي للجمهور الدكالي العريض ثاني لقب إن شاء الله. - المنتخب: كيف تقرأ حتى الآن المستوى العام للبطولة الوطنية الإحترافية لهذا الموسم؟ نناح: أرى أن مستوى البطولة الإحترافية عرف تحسنا كبيرا، بدليل الإنتعاشة القوية التي شهدتها خطوط الهجوم في الدورات الأخيرة، ومن ثمة أتوقع موسما استثنائيا بكل المقاييس، وهذه الطفرة النوعية مردها إلى التحولات الكبرى التي شهدتها العديد من الأندية الوطنية على مستوى هياكلها التقنية والإدارية، وبروز موجة جديدة من اللاعبين الموهوبين الذين تحذوهم رغبة أكيدة لتقديم أفضل ما لديهم وتقديم الفرجة للجماهير المغربية داخل الملاعب الوطنية، لم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير خاصة من الناحية الفنية، مما يعني أن المنافسة ستكون قوية بين الأندية الوطنية حول لقب البطولة الحالية الذي سيتأجل الحسم فيه إلى غاية الدورة الأخيرة، مثلما حدث في السنة الماضية، وأتمنى أن يكون التوفيق حليف فريق الدفاع الحسني الجديدي حتى نسعد الجماهير الدكالية التي تطالبنا بالألقاب. - المنتخب: أخيرا، حظيت بثقة الناخب الوطني للمنتخب الرديف امحمد فاخر، كيف تلقيت هاته الدعوة ؟ نناح: بكل صراحة، سعادتي لا توصف، لأنني كنت أنتظر هاته الفرصة منذ مدة على أحر من الجمر، وأظن أن استدعائي رفقة أربعة لاعبين جديديين آخرين من قبل الإطار الوطني امحمد فاخر للمشاركة في التجمع الإعدادي الأخير لمنتخب المحليين تحضيرا للمباراة الدولية الودية التي أجرينها ضد المنتخب الموريتاني الشقيق بملعب مركب محمد الخامس، هي بمثابة تشريف لأن حمل القميص الوطني كما لا يخفى على الجميع حلم جميع اللاعبين المغاربة وتكليف في نفس الوقت، لأنني مطالب بالإجتهاد والمثابرة حتى أكون عند حسن ظن الناخب الوطني، والأكيد أن هاته التجربة الدولية الرديف ستمنحني قوة دفع معنوية للإجتهاد وستحفزني أكثر على مواصلة البذل والعطاء سواء في التداريب أو المباريات، حتى أحظى بفرص أخرى رفقة المنتخب الرديف الذي يشكل بالنسبة لي شخصيا ولباقي زملائي جسر عبور نحو المنتخب الأول. - المنتخب: رغم انضمامك للنخبة الوطنية في الشوط الثاني من المباراة الودية الدولية، فقد وقعت على بداية موفقة صحبة الأسود المحلية، بتوقيعك لهدفين في مرمى المنتخب الموريتاني، كيف كان شعورك بعد هذه الثنائية الرائعة؟ نناح: الحمد لله، وكما تابع جميع المتتبعين الرياضيين، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى دشنت أول حضور لي رفقة المنتخب الوطني المغربي للمحليين بتسجيلي هدفين رائعين في مرمى موريتانيا، ولا أخفي عنك سرا إذا قلت لك أنني كنت في غاية السعادة، وأنا أعانق الشباك في مناسبتين، لأنه ليس بالأمر السهل على لاعب حديث العهد بالمنتخب تسجيل هدفين في لقاء واحد، ولا تفوتني الفرصة لأشكر زملائي وأفراد الطاقم التقني الذين لم يبخلوا عني بتوجيهاتهم ودعمهم المعنوي سواء أثناء المعسكر الذي خضناه بالجديدة أو خلال المباراة الودية الدولية، وبكل صراحة، أعجبت كثيرا بالأجواء العائلية داخل المنتخب الرديف، وكل اللاعبين بصريح العبارة «ولاد الناس» أصبحت تجمعهم علاقة صداقة متينة وتحذوهم رغبة أكيدة لتغيير الصورة النمطية عن اللاعب المحلي وإعادة الإعتبار له داخل المنتخبات الوطنية، والفضل كله يعود للناخب الوطني امحمد فاخر الذي لا يترك شيئا للصدفة ويحرص من خلال المشروع الرياضي الطموح الذي هيأه إلى الرفع من منتوجنا الكروي محليا قاريا ودوليا. - المنتخب: أخيرا، هل ما زلت تتابع أخبار فريقك الأم الرشاد البرنوصي الذي نزل إلى قسم الهواة؟ نناح: أتأسف كثيرا للمصير الذي آل إليه فريقي السابق الرشاد البرنوصي الذي كان فضله علي كبيرا، وقد صدمني نزوله إلى القسم الأول هواة، لأنه لا يستحق هذا الإندحار خاصة وأنه شكل في السنوات الأخيرة مزودا رئيسيا للأندية والمنتخبات الوطنية، والدليل على ذلك هو تواجد سبعة لاعبين سابقين من البرنوصي حاليا ضمن الدفاع الجديدي، وسقوط الرشاد في اعتقادي الشخصي هو نتيجة حتمية لأخطاء مشتركة بين كل مكونات النادي، ورغم إلتحاقي بالدفاع، ما زلت أتابع أخبار ومسيرة فريقي الأم الذي أتمنى أن يستعيد مكانته الطبيعية في أقرب وقت ممكن ويواصل تفريخه للمواهب الكروية الخلاقة.