تتمتع نجمة المنتخب الأميركي للسيدات أليكس مورغان بطباع هجومية حازمة إن كان داخل الملعب أو خارجه، ما خولها حصد الجوائز، الألقاب، عقود الإعلانات والخروج منتصرة من معاركها. في التاسعة والعشرين من عمرها، تعد مورغان استثناء في كرة القدم النسائية لأن عائداتها من الإعلانات وعقود الرعاية لا تضاهى أو تقارن بزميلاتها في الفريق ومنافساتها على السواء، ويتابعها على وسائل التواصل الاجتماعي معجبون أكثر من أسطورة كرة الرجال البرازيلي بيلي وأسماء كبيرة أخرى في كرة القدم. تعود هذه الشعبية جزئيا الى وجهها وقوامها البدنية التي أبرزتها مجلة "سبورتس إيلوسترايتد" في العدد السنوي الشهير المخصص لملابس السباحة. لكن ابنة كاليفورنيا، القائدة الثانية للمنتخب الأميركي للسيدات، تفضل أن يتذكرها الناس بأهدافها ومعاركها، أو بكتبها الموجهة للمراهقين والتي تم تكييفها للتلفزيون من قبل شركة "أمازون" العملاقة. أصبحت مورغان الشهر الماضي سابع لاعبة أميركية تسجل 100 هدف أو أكثر على الصعيد الدولي ولا تنوي التوقف عند هذا الحد: لقد وجدت بالفعل طريقها الى الشباك خمس مرات منذ أن حلت مع منتخب بلادها في الأراضي الفرنسية لخوض مونديال السيدات لعام 2019، حيث تدافع الولاياتالمتحدة عن اللقب الذي أحرزته عام 2015 للمرة الثالثة في تاريخها. وتضع مهاجمة أورلاندو برايد التي رفعت رصيدها الى 106 أهداف في 165 مباراة دولية، نصب عينيها تعويض ما فاتها في المونديال، إذ أنها فشلت في إحراز اللقب في مشاركتها الأولى عام 2011 حين خسرت بلادها في النهائي أمام اليابان بضربات الترجيح، ثم تعرضت للاصابة في مشاركتها الثانية عام 2015 ولم تسجل سوى هدف واحد، تاركة الأضواء لزميلتها كارلي لويد التي سجلت ثلاثية في النهائي ضد اليابان أيضا (5-2)، وتوجت هدافة للمسابقة مشاركة مع الألمانية سيليا شاشيتش (6). ومنذ 2015، عززت مورغان رصيدها الشخصي باحرازها ثلاثية البطولة والكأس الفرنسيين وعصبة أبطال أوروبا خلال تجربتها الوجيزة مع ليون على سبيل الاعارة من أورلاندو برايد عام 2017. وأصبحت أيضا إحدى المتحدثات باسم زميلاتها في المنتخب الوطني خلال الدعوى القضائية التي رفعت ضد الجامعة المحلية للعبة قبيل مونديال فرنسا 2019 بهدف تحقيق المساواة مع منتخب الرجال من حيث الأجور وظروف العمل. وقالت مورغان لمجلة "تايم" الأميركية في العدد الذي ظهرت فيه على الغلاف قبيل مونديال فرنسا، "نحن الرياضيات، يجب أن نقدم المزيد وأن نكون مثالا يحتذى به من قبل الأجيال القادمة"، متسائلة "هل الرياضيون (الرجال) يفعلون ذلك؟، هل يفكرون في أي شيء آخر غير أنفسهم؟ لا أعلم. ما أعرفه هو أننا نفعل أكثر منهم لكننا نتقاضى أقل منهم". والشكوى التي ق دمت في إحدى محاكم لوس أنجليس في مارس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة، تشكل خطوة جديدة في المعركة بين لاعبات المنتخب الأميركي والجامعة المحلية. وفي الشكوى الجماعية المذيلة ب28 توقيعا، بينها توقيع مورغان بالتأكيد، رأت اللاعبات أن "الجامعة الأميركية لكرة القدم فشل تماما في تعزيز المساواة بين الجنسين... ورفض بعناد التعامل مع أعضاء المنتخب الوطني للسيدات على قدم المساواة مع أعضاء المنتخب الوطني للرجال". والتمييز في المعاملة لا ينحصر بالمكافآت والأجور بل يطال ايضا ظروف العمل، فبين عامي 2014 و2017، لعب منتخب السيدات 21% من مبارياته البيتية على العشب الاصطناعي، مقابل 2% فقط لمنتخب الرجال. والمنتخب الأميركي يشكل مرجعا في كرة القدم النسائية، فهو يتصدر حاليا تصنيف الفيفا لمنتخبات السيدات، وتوج بالذهبية الأولمبية أربع مرات الى جانب احرازه كأس العالم ثلاث مرات أعوام 1991 و1999 و2015. وفي المقابل، يبقى الوصول الى الدور ربع النهائي لمونديال 2002 أفضل نتيجة لمنتخب الرجال في كأس العالم الى جانب وصوله الى نصف النهائي في النسخة الأولى عام 1930. ومورغان المتزوجة من لاعب كرة القدم سيرفاندو كاراسكو، زميل النجم السويدي زلاطان إبراهيموفيتش في لوس أنجليس غالاكسي، هي من أبرز اللاعبات اللواتي جعلن من المنتخب الأميركي مرجعا في كرة القدم النسائية، لكنها لا تكتفي بدورها كلاعبة أو مدافعة عن حقوق اللاعبات وحسب، بل هي ناشطة اجتماعيا وسياسيا أيضا. وغالبا ما توجه مورغان سهامها نحو الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، وقد أعلنت بأنها لن تكون بصحبة المنتخب في زيارته الى البيت الأبيض في حال توج باللقب العالمي في السابع من يوليوز. وقالت مورغان "أنا لا أؤيد الكثير من الأشياء التي تدافع عنها الإدارة الحالية"، موضحة "هناك خطاب سمعناه مئات المرات عن الرياضيين وهو: +ابقوا في الرياضة!+، لكننا أكثر من ذلك بكثير...".