تقدمت لاعبات المنتخب الأمريكي للسيدات بشكوى يوم الجمعة الماضي ضد الاتحاد المحلي لكرة القدم على خلفية التمييز من حيث الأجور وظروف العمل مقارنة بلاعبي منتخب الرجال، وذلك على الرغم من أن نتائجهن أفضل بكثير من نظرائهن الذكور. والشكوى التي قدمت في إحدى محاكم لوس أنجلوس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة، تمثل خطوة جديدة في المعركة بين لاعبات المنتخب الأمريكي والاتحاد المحلي. وفي عام 2016، قدمت خمس لاعبات، وعلى رأسهن أفضل لاعبة في العالم لعامي 2015 و2016 كارلي لويد، شكوى إلى لجنة تكافؤ فرص العمل، وهي منظمة حكومية مسؤولة عن إنفاذ قانون العمل، للتنديد بالفرق في المعاملة مع زملائهن الذكور. وفي الشكوى الجماعية المذيلة ب28 توقيعا، رأت اللاعبات أن “الاتحاد الأمريكي لكرة القدم فشل تماما في تعزيز المساواة بين الجنسين… ورفض بعناد التعامل مع أعضاء المنتخب الوطني للسيدات على قدم المساواة مع أعضاء المنتخب الوطني للرجال”. وذكرت اللاعبات أن الاتحاد الأمريكي للعبة “وصل إلى حد القول بأن واقع السوق هو أن النساء لا تستحق تقاضي رواتب بقدر الرجال (…) حتى عندما نجح المنتخب الوطني للسيدات في أن يحقق مدخولا أكبر من الأرباح، لعب وفاز بعدد أكبر من المباريات، فاز بعدد أكبر من البطولات أو استقطب عددا أكبر من الجماهير على شاشات التلفزة”. وفي 2014، منح الاتحاد الأمريكي منتخب الرجال مكافآت مالية وصلت إلى 5,3 مليون دولار (4,7 مليون يورو) نتيجة وصوله إلى الدور ثمن النهائي لمونديال البرازيل. وفي العام التالي، كوفئ منتخب السيدات بمبلغ 1,7 مليون دولار فقط (1,5 مليون يورو) بعد فوزه بلقبه العالمي الثالث في كندا. والتمييز في المعاملة لا ينحصر بالمكافآت والأجور بل يطال أيضا ظروف العمل، فبين عامي 2014 و2017، لعب منتخب السيدات 21% من مبارياته البيتية على العشب الاصطناعي، مقابل 2% فقط لمنتخب الرجال. ورأت اللاعبات أن “اللعب على ملاعب من مستوى أدنى، بما في ذلك العشب الاصطناعي، يمكن أن يؤدي إلى إصابات خطيرة قد أن تهدد المسيرة الكروية”. والمنتخب الأمريكي يشكل مرجعا في كرة القدم النسائية، فهو يتصدر حاليا تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لمنتخبات السيدات، وتوج بالذهبية الأولمبية أربع مرات وأحرز كأس العالم ثلاث مرات أعوام 1991 و1999 و2015. وفي المقابل، يبقى الوصول إلى الدور ربع النهائي لمونديال 2002 أفضل نتيجة لمنتخب الرجال في كأس العالم إلى جانب وصوله إلى نصف النهائي في النسخة الأولى عام 1930. والتمييز بين السيدات والرجال في كرة القدم ليس محصورا بالمنتخب الأمريكي، إذ كشفت دراسة أجرتها في 2017 النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين “فيفا. برو” أن نصف اللاعبات لا يحصلن على رواتبهن من الأندية. وأشارت الدراسة التي شاركت في إعدادها جامعة مانشستر وتستند على شهادة حوالي 3300 لاعبة يلعبن في 33 بلدا، بما فيها الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وإنجلترا والسويد، أن مئات اللاعبات من المستوى العالي يتخذن قرار إنهاء مسيرتهن في وقت مبكر من أجل ممارسة مهنة أكثر قابلية للاستمرار أو من أجل تأسيس عائلة.