الطلق ممنوع والرزق على الله أزبد أمين مال المغرب الفاسي وأرغد حين كشف مندوب المنتخب في فاس عن دين على ذمة الماص، أغلق دكانه بدرب عمر وهرع إلى مستودع الرياضية من أجل مصادرة الأقلام والأصوات التي أشعرت الرأي العام بدين غير مؤدى، موجها لوما للصحافة والصحافيين بفاس، قبل أن يصحح الوضع ويوجه سياط النقد لمندوب المنتخب وراديو مارس الزميل أمجد أبو جاد الله. أمامي وثيقة صادرة عن أحد الأبناك تؤكد عدم تسوية المكتب المسير للمغرب الفاسي لدين قديم يفوق 87 ألف درهم، وهو المبلغ المستحق لفاتورة إقامة الفريق لمعسكر صيفي في إفران، وشيك غير مؤدى للاعب محمد الشيحاني قدره 100 ألف درهم. لم يقدم أمين المال الحلوى للصحافيين الذين نبشوا في فواتير المغرب الفاسي كما كان الأمر عليه في السابق، وتحول لحلو إلى نقيض إسمه وهو يقدم الوعد والوعيد لكل من سولت نفسه العبث بشيكات الماص، بينما انهالت على بعض الزملاء الذين تجرأوا على النبش في مالية المغرب الفاسي رسائل نصية قصيرة على هواتفهم المحمولة مشبعة بأرذل ما في قاموس الشتائم من عبارات. لم يجد أمجد الدعم والمساندة من مراسلي المنابر الإعلامية في فاس، وأصبح إسمه مسجلا في قائمة المغضوب عليهم من طرف الماص، رغم أنه فلسطيني يملك رصيدا كبيرا من الصبر كما يملك القدرة على الإنتفاضة في أية لحظة، لأن الشعب الصامد ضد الحصار لن يخشى حصار مسير اعتاد أن يعزف الصحافيون أمامه مقطوعة «أنا وحدي نضوي لبلاد». ليس المغرب الفاسي هو الفريق الوحيد المثقل بالديون، فكل الأندية الوطنية إلا من رحم ربك عليها دين يكبر أو يصغر حسب الطموحات، لكن هل انتفض مسؤولو الوداد والرجاء والكاك لمجرد الكشف عن حجم مديونيتهم لا أعتقد؟ الدين عملة متداولة في المشهد الكروي، بل إن رئيس المغرب الفاسي توصل بإشعار من محامي حول فاتورة غير مؤداة لأحد الفنادق يرجع تاريخها لفترة رئاسة أحمد المرنيسي، أي قبل عقد من الزمن، ليس أمام بناني سوى الأداء والشكوى لله. للوداد البيضاوي دين على شركة توزيع الماء والكهرباء يفوق 80 ألف درهم، لم ينتفض أمين مال الفريق ولم يعلن حالة طوارئ في صفوف المحبين، وبدل التوجه إلى قناة الرياضية فضل التوجه إلى وكالة ليديك لإعادة جدولة الدين. للرجاء ديون مستحقة على كثير من عملائها، لكن أمين مالها لا يعتبر الأمر كارثة وطنية تستدعي المطالبة بحبل لشنق صحافي أعزل لا يملك إلا حبرا وحبالا صوتية. منذ بداية الموسم الرياضي لم يسدد الرجاء والوداد مستحقات عصبة الدارالبيضاء لكرة القدم من مداخيل المباريات، حجم المديونية فاق 40 مليون سنتيم، واعترف الطرفان أن مصادرة نصيب العصبة مجرد نزاع حول السلطة والقضية معروضة على الفاسي الفهري للإفتاء. أن تكون مديونا ليس عيبا، العيب هو أن تكون مدانا مثقلا بديون قيم غير مؤداة، فالتقرير الذي صدر عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية العربية بمصر، أكد أن الإستدانة هواية عربية، وقال إن الدول الأثقل مديونية من زاوية حجم الديون ونصيب الفرد منها، هي الدول العربية المصدرة للنفط والأكثر ثراء، أما الدول الأخف مديونية فهي الدول المعتمدة علي نشاطات اقتصادية متجددة وليس ريع ثروات نفطية ناضبة. لذا نطمئن مسؤولي الكرة في هذا البلد الذي يسير بخطوات متثاقلة نحو الإحتراف، ونقول لهم إن الفواتير غير المسددة أو المؤجلة الدفع لا تفسد للإحتراف قضية. قال أحد أمناء المال وهو يسرد تقريره المالي في جمع عام فريق بيضاوي، «نفتخر بأننا سددنا كل الديون، وأصبح بإمكاننا أن نستدين مرة أخرى»، فانفجرت القاعة ضحكا. وفي جمع استثنائي لفريق بالقسم الثاني حطم رقما قياسيا في عقد الجموع العامة والخاصة، اختلطت الأمور على أمين المال وهو يحاول تبرير لجوء النادي إلى الإستدانة، وردد مطلع الآية الكريمة «لا إكراه في الدين»، والتي تعني عدم إجبار المشركين بدخول الإسلام بحد السيف، لكن صاحبنا وهو بائع رخويات اعتقد أن الأمر يتعلق بالمديونية. لكن الغريب في تدبير الشأن الكروي في بلادنا، هو أن يصبح واجب الإنخراط دينا على المنخرطين، إذ كشف أبو زهير أمين مال أولمبيك آسفي عن وجود منخرطين لم يسددوا واجب الإنخراط لمدة تصل إلى أربع سنوات، ومنهم من قدم للنادي شيكات بدون رصيد. أحد المنخرطين برر تماطله في أداء واجب الإنخراط، بوجود دين له على الفريق، حينها لم يجد أمين المال بدا من اللجوء إلى القاعدة الجبائية المغربية الصنع «خلص واشكي».