جيل هَيْلالة يحق للمراكشيين أن يتبادلوا التهاني والتبريكات بميلاد شي حاجة فوق أرضهم تستفيد منها فئة واسعة من الشعب، من حقهم أن يفرحوا ويحملوا الطعاريج والبنادير والطبل والنفار لأنهم شاهدوا كيف أن المسؤولين أخيرا فكروا في إنجاز شيء يشرف المدينة والبلاد بعدما ظلوا يشاهدون تجار العقار وهم يلتهمون يوما بعد يوم كل الأراضي وكل الفضاءات العارية في مراكش، وظلوا يتابعون منذ زمن وفي صمت حزين كيف يكتسح تجار المتعة رياضاتهم وفضاءاتهم المغلقة، لكن هل يستحق الأمر فعلا أن يخرج الفنانون ويزغردوا لأن بإمكانهم الآن أن يرفعوا رؤوسهم عاليا أمام كل فناني العالم افتخارا بمركب مراكش الجديد كما قالت الفنانة فضيلة بنموسى لكاميرا الرياضية التي تابعتها وهي تتمشى فوق الكازون غير مصدقة ما ترى قائلة: «الله، شوف هاد الخضورية» ثم تلمس العشب بيديها وهي تقول: « والله حتى طبيعي، ماشي بحال هاداك الشي اللي فيه هاداك الشي». أجي، واش الفنانا دياولنا تسطاو أو لا مالهم؟ داك الشي كلو اللي قالتو فضيلة بنموسى مقبول، أولا لأنها مسكينة غير ممثلة ما عندهاش مع الكورة، ثانيا ما عمرها مشات لشي تيران في أوربا أو لا الخليج، ثالثا عامين هادي وهي سادة عليها في دار الورثة ما عارفة آش واقع في الدنيا. واخا، وعلاش شفت كاع البرامج ديال الرياضية دوزوهم في التغطية ديال التيران الجديد إلا الضيف الخامس؟ حيت هاديك التغطية كانت بحال الهْدية، كيديروها العيالات ويتبعوها الدراري الصغار، واش بلعيد بويميد عندو الركابي ديال دردك عاود دردك؟ كان أمرا مثيرا للإنتباه أن يجمع العاملون بالرياضية حقائبهم ويغادروا عمارتهم بالدار البيضاء في ارتحال جماعي لقضاء أيام بمراكش، فاستبدلوا ميكروفوناتهم وأقلامهم بالقراقب والطعارج وبثوا برامجهم من داخل التيران لإعطاء الانطباع بأن فضاءات المركب الجديد مثل بلاطوهات التلفزيون أو أفضل، قبل ما يبانوا لينا المحللين بثلاثة ديال مباراتي الإفتتاح واقفين مزاحمين وركابيهم كيترعدوا حول طابلة صغيرة بحالا غادين يعمروا طوطو فوت.. من حسن حظ القناة أن كبار صحفييها الذين جالوا العالم وشاهدوا ملاعب عالمية ديال بصح لم يشاركوا في هذه الزفة وإلا كنا قد رفعنا عليها دعاوى قضائية بتهمة الكذب على الأحياء والضحك على الذقون.. لقد كشف لنا افتتاح المركب الجديد عن ميلاد جيل إعلامي جديد إسمه «جيل هيلالة»، صحيح أن هيلالة الدراري الصغار واللي دايرين ريوسهم باقين صغار كانت انعكاسا طبيعيا لحيحة المسؤولين المغاربة بقيادة وزير الشباب والرياضة، لكن هذه الحيحة التي تشبه فرحة الشعوب بنيل الإستقلال، أو فرحة الأمريكيين بهبوط أول رجل على سطح القمر إذا أشعلها مسؤولونا تبقى مفهومة ومقبولة باعتبارها رسالة سياسية موجهة أولا إلى الداخل في إطار سياسة «كولوا العام زين»، وثانيا موجهة إلى الجار الجزائري في إطار «شوفوا، حنا ما عندنا والو ودرنا تيران، وانتوما بالبترول ديالكم باقين كتلعبوا على الضس».. ولهذا بإمكاننا الآن بعد أن استعاد منشطونا صوابهم الذي فقدوه خلال مقامهم في مركب مراكش الجديد أن نطرح سؤالا بريئا: واش بصح هاد التيران الجديد كيستاهل هاد الهضرة كاملة اللي قالوا عليه وهاد الهيلالة اللي داروا عليه؟ نعم، إنه ملعب استثنائي في بلد تصرف فيه الملايير على الخوا الخاوي، نعم إنه ملعب الأحلام لأنه يتوفر كما قال الوزير على مراحيض جميلة لفك الأزمات في الوقت الذي يتأزم المتفرجون في الملاعب الوطنية الأخرى طيلة ساعتين وأكثر، لكن ليس الملعب مدهشا إلى الحدود التي وصفه بها الدراري ديال الرياضية، فيسري المراكشي الذي كاد أن يخرج من التلفزيون من فرط السعادة قال: وااو على تيران! ثم زاد قائلا: إن هذا الملعب إنجاز مغربي مائة في المائة ولا دخل لأجنبي مثل جاك أو بول في إنجازه، وكأن ذلك العشب الطبيعي مثلا كان يزرعه ولد شهيبة عندهم في العروبية، أو أن تلك اللوحات الإلكترونية صنعها الناجم وركبها بنعبد الله، فلو حضّر المراكشي قليلا من الإيمان لتذكر أن كل ما يحيط به هو صناعة أجنبية مائة بالمائة، والصناعة المغربية الوحيدة التي تواجدت في المركب الجديد تمثلت فقط في الحاضرين من الجماهير والمنشطين والصحفيين، فهذه الوجوه هي التي حقا سهر المغاربة والمغربيات على مدى عقود من أجل إخراجها إلى الوجود، والله يسمح لينا من الوالدين. نافذة هاديك التغطية كانت بحال الهْدية، كيديروها العيالات ويتبعوها الدراري