منذ افتتاح ملعب ميمون العرصي هذا الموسم لم تشهد مدرجاته حضورا جماهيريا كما عرفته مباراة شباب الريف الحسيمي واتحاد طنجة، سواء من جانب جمهور الحسيمة الذي ملأ اكبر مساحة بالملعب وكذلك من جهة جماهير اتحاد طنجة التي سجلت تنقلا قياسيا وليس بأمر غريب عن مدينة الحسيمة وسكانها، فمنذ صعود فريق اتحاد طنجة الى القسم الاحترافي ومبارياته بالحسيمة تشهد تنقلا جماهيرا كبيرا، خاصة وأن نسبة كبيرة من الجماهير الطنجاوية ذات أصول ريفية يدعوها الحنين الى الأصل لزيارة الريف بصيغة تشجيعية احتفالية، وبغض النظر عن نتيجة المباراة فأجواؤها كانت احتفالية وبروح رياضية معروفة بين الطرفين وبين جمهوري المدينتين. ربما تعطي مباراة اتحاد طنجة وشباب الريف الحسيمي رسائل كثيرة للجماهير المغربية، حيث أكدت مرارا وتكرارا هذه الجماهير العاشقة للمستديرة أن لا فرق بين هذه المدينة وهذه، ولا تستحق كرة من الهواء التفريق بين أبناء نفس الوطن، بل لا تستحق حتى أن ينعت جمهور جمهور الفريق الخصم بكلامات تخدش الكرة الوطنية. هي اذن مباراة بين فريقين عريقين قدما طبقا كرويا في المستوى وبحضور أهداف جميلة وقاتلة، والمدرجات كانت حاضرة بأهازيج تشجيعية حماسية وكلمات الأخوة، ونفس الشيء ينطبق على شوارع الحسيمة وخارج ابواب الملعب، هي مباراة في كرة القدم، ودرس في احترام كل الجماهير المغربية، في وقت تشهد بعض الملاعب شغبا وضحايا وشهداء بسبب تصرفات غير منطقية.