الصفاقس التونسي - الفتح الرباطي هل نكون في الموعد الكبير لنفوز بكأس الشوط الأخير؟ مباراة مفخخة تستدعي ضبط النفس والتركيز تتطلع أنظار جميع المغاربة هذا السبت نحو ملعب الطيب المهيري بالصفاقس التونسية الذي يحتضن الشوط الأخير من منافسات كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد أن جرى الشوط الأول بالرباط بين الفتح الرباطي والصفاقس التونسي وانتهى متعادلا بلا أهداف. وتعتبر هذه الموقعة التي تختلف طقوسها وأجواؤها عن المباراة التي جرت في دور المجموعات، ذات أهمية كبيرة لفريق الفتح الذي يتطلع إلى الفوز بأول لقب إفريقي في مشواره بعد مسيرة موفقة في هذه المنافسات إستطاع من خلالها فريق الفتح أن يلمع صورته ويؤكد قوته ويشرف الكرة المغربية أجمل تشريف، وهو يدرك أنه سيواجه في هذا الشوط الأخير فريقا بحوزته ثلاثة ألقاب إفريقية ولن يدخر جهدا في إضافة اللقب الرابع لخزينته، خاصة وأنه سيلعب أمام جمهوره وعلى ميدانه، وأن نتيجة التعادل يعتبرها الصفاقس التونسي منصفة له، في حين يعتبرها المدرب بيير لوشانطر نتيجة مفخخة. أي صورة سيظهر عليها الفتح في هذا العرس الإفريقي الكبير بعد استرجاع جميع لاعبيه، وبعد أن وصل إلى مرحلة كبيرة من النضج في تدبير مبارياته؟ التعادل المفخخ كثيرون رأوا في تعادل الفتح الأبيض أمام الصفاقس في ذهاب نهائي كأس الإتحاد الإفريقي نتيجة غير مطمئنة، وفي صالح الفريق الخصم الذي سيدافع عن حظوظه على ميدانه وأمام جمهوره، وبالمقابل يرى آخرون بأن التعادل الأبيض نتيجة مفخخة وملغومة للصفاقس التونسي، بحكم أن أي هدف للفتح هناك سيبعثر كل أوراقه، خاصة وأن الفريق الرباطي وإن كانت طموحاته كبيرة للفوز بالكأس، سيلعب الكل للكل بعد استرجاع جميع عناصره، إذ حل بتونس بكامل لاعبيه، ما يعني أن إيقاع المباراة سيختلف تماما عن إيقاع مباراة الذهاب التي عرفت مستوى متوسط ولم ترق إلى طموحات الجماهير الغفيرة التي ساندت فريق الفتح، بحيث أن المباراة غلب عليها الطابع التكتيكي وبالتالي غابت الفرجة والمتعة. تعادل فيه علامات إستفهام مبهمة لهذا الطرف أو ذاك وأن الحسم في البطل أمر سابق لأوانه. الكوماندو جاهز إسترجع الفتح كل من لحسن إيسوفو أحد أبرز المهاجمين في صفوف الفريق الذي غاب مبارتين ثم جمال التريكي ، وفي هذه العودة يكون فريق العاصمة قد استرجع جميع لاعبيه، وبالتالي سيكون جاهزا لهذه المواجهة الحارقة، ومعنوياته مرتفعة بعد الفوز بلقب كأس العرش الذي كان له تأثير كبير في نفسية اللاعبين. صحيح أن الإرهاق أصاب اللاعبين بالنظر لكثرة المباريات التي خاضوها، ولكن بالمقابل هناك عمل كبير يقوم به المعد البدني حسن الكتاري ثم المعالج الطبيعي عزيز الرحيلي للإبقاء على الطراوة البدنية للاعبين الذين سيلعبون ثلاث نهايات في ظرف أسبوع واحد، وهذا يتطلب مجهودات بدنيا كبيرا، ومع ذلك فإن الكوماندو جاهز لهذه المباراة، بوجود إرادة جماعية وطموح كبير للفوز بلقب إفريقي يعيد الكرة المغربية إلى الواجهة. خبرة الصفاقس وفتوة الفتح يتوفر فريق الصفاقس التونسي على لاعبين مهرة وأصحاب خبرة إستطاعوا الفوز بثلاثة ألقاب إفريقية ويشكلون قوة في البطولة التونسية، إستماتوا حتى بلوغ النهائي، حيث كانت محطة السودان حاسمة وفاصلة في الضربات الترجيحية، الحظ هو من قاد الصفاقس إلى النهائي بعد أن رشح الجميع فريق الهلال السوداني بالفوز بكأس الإتحاد الإفريقي، إلا أن الصفاقس فاز بالخبرة، والذي سيواجه فتوة فريق الفتح الذي يصل لأول مرة إلى هذا النهائي، أطاح بأعتد الأندية الإفريقية، وكذب كل التكهنات، وبالتالي كان خير سفير للكرة المغربية على الواجهة الإفريقية، فهل بإمكانه الفتوة أن تفوز على الخبرة؟ الصفاقس أمام المجهول برغم أن هناك تفوقا من جانب الصفاقس التونسي، إلا أن بيير لوشانطر كان واضحا، وحذر من مغبة السقوط في الغرور أو الإحساس بالفوز بالكأس قبل إجراء المباراة، مؤكدا أن فريق الفتح فريق كبير بمدرب كبير وبلاعبين يمكن أن يغيروا نتيجة المباراة في أي لحظة، وأن مجيئهم إلى تونس سيكون بمعنويات مرتفعة وبلا ضغط، وبالمقابل سيكون الصفاقس تحت ضغط كبير أمام جمهوره الذي عودنا بحضوره الغفير في ملعب الطيب المهيري. الفتح بلا ضغط توجهت بعثة الفتح إلى الديار التونسية بمعنويات مرتفعة وهي تعيش أحلى لحظات منتشية بالفوز بلقب كأس العرش أمام المغرب الفاسي، وبالتالي يكون الفتح قد كافأ نفسه بهذا الإنجاز وعينه على اللقب الإفريقي الذي إن فاز به سيكون قد أنصف الكرة المغربية وأنصف هذا المشوار الذي قطعه بعزيمة كبيرة وبلا مركب نقص. ليس هناك أي ضغط على اللاعبين، وأكيد أن الصفاقس سيكون أمام إمتحان عسير وأمام ضغط جمهوره، وهذا ما يجب أن يستغله لاعبو الفتح، خاصة وأن نية الصفاقس ستكون مبنيج على الهجوم منذ البداية.. مفاتيح عموتا خبر عموتا جيدا الأجواء الإفريقية، وأكيد أنه يعرف أن للمباراة النهائية خصوصياتها ومفاتيحها، لهذا سيستغل سرعة هشام الفاتحي ولحسن إيسوفو بالشكل اللازم مساندين من خط وسط فاعل يعمل على دعم الهجوم ويمرر الكرات الحاسمة مع الإطمئنان التام بوجود قيصر في الدفاع محمد بنشريفة والجدار الحديدي عبد الفتاح بوخريص ومحركا الجوقة المحاربان مراد الزيتوني ودانيال مونشاري وحارس أمين إسمه عصام بادة وصانع ألعاب وصاحب خبرة رشيد روكي الذي بإمكانه أن يفعل ما يشاء، من هذا التشكيل يستمد الفتح قوته وخطورته. جيبوها يا لولاد قلوبنا معكم في اليوم الموعود، لنعانق التاريخ ونقول له "هاك المزيد"... جيبوها يا لولاد.. في عيد الميلاد، لنرقص ونغني في ملحمة الميعاد.. وفي قلب الصفاقس نوزع ورود الأعياد.. جلول التويجر البرنامج السبت 4 دجنبر 2010 الملعب: الطيب المهيري بالصفاقس الحكم: جيروم دامون (جنوب إفريقيا) الساعة: 17h