الفتح الرباطي - الصفاقس التونسي هل يواصل الفتح غزواته وفتوحاته في نهائي الأحلام؟ مباراة بسيناريو واحد هو الفوز للعب إياب مريح تتجه الأنظار يوم 28 نونبر نحو المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط الذي سيحتضن ذهاب نهائي كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم والذي سيجمع الفتح الرباطي بفريق الصفاقس التونسي في مواجهة ملغومة بالنظر لقيمة الخصم الذي كان قد فاز ثلاث مرات بهذه الكأس، ويتوفر على تجربة كبيرة في المنافسات الإفريقية. ويشاء القدر أن يعود الفتح ليواجه الصفاقس التونسي الذي واجهه في دور المجموعات وخسر أمامه بالصفاقس بثلاثة أهداف وفاز عليه بالرباط بهدفين لهدف، حيث قدم الفتح أداء أعتبر الأروع في مشواره في هذه منافسة كأس الإتحاد الإفريقي عندما تمكن زملاء رشيد روكي من تجاوز هدف السبق الذي سجله الصفاقس. هذه المرة تختلف كل القراءات عن مباراة دور المجموعات لأن الأمر يتعلق بالبحث عن اللقب الإفريقي الذي تمكن فريق الصفاقس التونسي بالفوز به لثلاث مرات وهو العدد الذي فازت به ثلاثة أندية مغربية، وسيكون على الفتح أن يتدارك الموقف هنا بالرباط ويقدم مباراة مطمئنة ويبحث عن تسجيل الأهداف لأنه سيجد متاعب كبيرة بتونس، خاصة وأن الصفاقس سيلعب أمام جمهوره وسيكون له خيار واحد هو الضغط وإستغلال كل الفرص قصد تأمين النتيجة لصالحه. نهائي بمواصفات ملغومة ير المراقبون أن مباراة الفتح والصفاقس التونسي ستكون صعبة وقوية من الجانبين، خاصة وأن حلم الفريقين هو الفوز باللقب بعد مجهود كبير بذلاه في هذه المنافسة التي عرفت خروج حامل اللقب في نسخته الماضية سطاد مالي على يد الفتح. ويصل الفتح للنهائي لأول مرة كممثل وحيد للكرة المغربية بعد خروج الرجاء والدفاع الحسني الجديدي ثم الجيش الملكي، وحمل الفتح مشعل الدفاع عن حظوظه في الوقت الذي لم يكن أحد يراهن على تجاوزه حتى فريق دياراف السينغالي، لكنه كذب هذه التكهنات وانطلق كالقطار يحصد اليابس والأخضر، حيث نال إعجاب الأفارقة والمحللين واتسعت شهرته كل أنحاء إفريقيا، وبالمقابل حقق إنجازا تاريخيا في مشواره الكروي، ويعرف جيدا أنه سيواجه فريقا له تجربة إفريقية كبيرة كما أنه حائز على عدة ألقاب تونسية بدون أن نسى ألقابه على المستوى العربي وشمال إفريقيا.. وعلى مستوى هذه المسابقة فإن الصفاقس فاز بها ثلاث مرات سنوات 199820072008، ويريد استرجاع كبرياء الترجي التونسي الذي ضاع منه لقب عصبة أبطال إفريقيا، لذلك تبدو مهمة الفتح صعبة خاصة بالديار التونسية، وهو الشيء الذي يجب معه التعامل مع مباراة الذهاب بتركيز تام وبهدوء وتسجيل الأهداف التي ستنفع الفتح في الإياب، لأن الصفاقس لن يتنازل عن حقه أمام جمهوره وبميدانه، وبالمقابل على الفتح أن يلعب بعزيمة كبيرة خارج ميدانه ويعيد سيناريو المباراة البطولية التي أجراها بطرابلس أمام الإتحاد الليبي عندما عاد بفوز كبير أمام خمسين ألف متفرج، إذ أنه لم يستسلم أو ينهار أمام التعبئة الكبيرة التي قام بها الإتحاد، دون نسيان مباريات سابقة أجراها في الأدغال الإفريقية، إذ تجاوز كل الطقوس والأجواء الإفريقية القاسية وكذب كل التكهنات حتى بلغ هذه الدرجة بوصوله إلى النهائي عن جدارة واستحقاق وبكامل العلامة. الحلم الكبير إن كانت المباراة صعبة وقوية وملغومة فإن العناصر الفتحية تتهيأ لها بجدية بالرغم من أنها تزامنت مع نهائي كأس العرش، وبرغم أن البرمجة لم تخدم مصالحه منذ أن دخل المنافسة الإفريقية، فقد ظلت عزيمة اللاعبين كبيرة، لم تنل منهم السفريات المتعبة ولا ظروف إفريقيا القاسية، وكانوا خير سفراء للكرة المغربية، يتطلعون إلى لقب إفريقي يزين خزانة الفريق ويكون مكافأة للأسرة الفتحية في أجمل وأروع المواعيد، لذلك فالتعامل مع مباراة الصفاقس في شوطيها الأول بالرباط والثاني بالصفاقس يجب أن يكون حذرا. الحلم الكبير هو أن التعامل مع المباراة بذكاء، وهزم الصفاقس هنا بالرباط بحصة مطمئنة، تمكن الفريق من الذهاب إلى تونس للدفاع عن حظوظه في الفوز بالكأس، برغم أن الكثيرين يرشحون الصفاقس للظفر بهذه الكأس، بالنظر لإمكانياته ولوجود ترسانة مهمة من اللاعبين المهرة، لكن هذا لا يمنع من كون الفتح كذلك يتوفر على عناصر الخبرة والذين إستأسدوا في كثير من المباريات، وأكيد أن المدرب حسين عموتا يدرك جيدا أن هذه المباراة هي إمتحان وسيعمل على وضع إستراتيجية مناسبة كمثل التي عشناها في الرباط عندما قدم الفتح واحدة من أكبر المباريات وهزم الصفاقس أداء ونتيجة، هذا ما ننتظره من لاعبي الفتح، هذا هو الحلم الكبير وإن كان عسيرا أمام فريق ربما كان البعض يريد ألا نواجهه في النهائي وهو العائد بتأهيل صعب على حساب الهلال السوداني بالضربات الترجيحية. غيابان مهمان سيفتقد الفتح لخدمات لاعبين يشكلان الثوابت الأساسية في خط هجوم الفريق، ويتعلق الأمر بكل من لحسن إسوفو وجمال التريكي بسبب تلقيهما الورقة الحمراء، وبالتالي سيكون لزاما إيجاد البديل لهما، علما أن إيسوفو غاب في مباراة إياب نصف النهائي أمام الإتحاد الليبي، وقدر على الفتح أن يغيب عنه أيضا أجود لاعبيه في نهائي كأس العرش أبرزهم عبد الفتاح بوخريص ومراد الزيتوني ثم يوسف شفيق، وبالتالي أصبحت هذه الغيابات تؤرق بال المدرب حسين عموتا بعد أن استطاع وبعد عمل كبير أن يجد التشكيلة النموذجية، ويعمل كذلك على فرض أسلوب لعب وجده المحللون نقطة القوة ويتجلى أساسا في اللعب الجماعي. الدعم الجماهير المطلوب بالنظر إلى أهمية الحدث وما يتطلبه من تعبئة وتضامن وتآزر فإن الجمهور الرباطي والفتحي مدعو إلى مساندة الفتح في هذه المباراة الكبيرة وفي هذا الحدث غير المسبوق في مسيرة الفتح، لأن اللاعبين بحاجة إلى الدعم النفسي بعد إجراء مباراة نهائي كأس العرش، لهذا فإن الحضور المكثف أصبح ضروريا، ولن يكون هناك أي مبرر ليلعب الفريق أمام مدرجات فارغة، وهو العمل الذي يجب أن تقوم به جمعيات المحبين والمشجعين. السيناريو الذي نريده لا نريد غير السيناريو الذي سيودي للفوز.. لأنه سيدخل الطمأنينة إلى نفوسنا، وأي نتيجة غير ذلك ستدخلنا لمرحلة الشك، وهذا ما لا نريده، نريد أن يواصل الفتح فتوحاته وغزواته ويشعرنا بإبقاء الأمل في القبض على لقب يعيدنا للواجهة الإفريقية ونستعيد معه كبرياء الكرة المغربية.. بالتوفيق للممثل الوحيد للكرة المغربية وقلوبنا معه لنعيش معا ملحمة أطلسية لا تنتهي.
البرنامج ذهاب نهائي كأس الإتحاد الإفريقي الأحد 28 نونبر 2010 بالرباط: المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله س 18 و30 دقيقة الفتح الصفاقس التونسي الحكم: محمد بناوزة (الجزائر)