وثق السير أليكس فيرغسون في غرائزه عند التعاقد مع المهاجم البرتغالي بيبي، الذي يقول إن الروابط القوية ليونايتيد في البرتغال قد ساعدت على اكتشاف اللاعب والتعاقد معه . وقد قال بيبي عند تقديمه أمام وسائل الإعلام: "لكي تأتي إلى ناد بحجم مانشيستر يونايتيد، فهذا حلم تحول إلى حقيقة، إلا أن العامل البرتغالي قد كان مصدر تحفيزي على تلك النقلة." "فهناك العديد من الأسماء الكبيرة مثل كريستيانو رونالدو التي لعبت هنا وأصبحت من النجوم الكبار جدًا، ولا يزال ناني وأندرسون (القادمون من إف سي بورتو) موجودين في النادي، وأريد أن أصبح مثلهما، وسوف أعمل جاهدًا لكي أصبح من نجوم الفريق." يذكر أن السير أليكس لم يشاهد بيبي في الملعب قبل أن يمنح الضوء الأخضر لدافيد جيل لكي يسافر إلى البرتغال وينهي الصفقة مع نادي فيتوريا دي غيمارايش، وعلى الرغم من ذلك، فقد وضع السير أليكس ثقته الكاملة في كشافي النادي، ونصيحة صديقه كارلوس كويروز. وقد قال السير أليكس: "يعمل قسم الكشافين في النادي بصورة جيدة جدًا، وعليك أن تثق في العاملين معك، وقد قال لنا كشافنا في البرتغال إنه يجب علينا التحرك سريعًا، ولقد تحدثت أيضًا مع كارلوس." وأحيانًا يجب عليك أن تثق في غرائزك، فإنك تبحث عن المواد الخام؛ عن عمر اللاعبين؛ وما إذا كانوا يملكون السرعة والتوازن والرغبة في اللعب مع ناد بحجم يونايتيد، وهذه هي المعايير التي ننظر إليها." ووفقًا لمصادر السير أليكس، فقد ذكر أن ريال مدريد كان على وشك التحرك للفوز بخدمات اللاعب، هذا فضلاً عن العديد من الأندية الأخرى، ويقول السير أليكس: "ربما يتعين عليك أن تسأل ريال مدريد عما إذا كانوا مهتمين باللاعب، ولكنني أعرف أنهم كانوا على وشك التعاقد معه، هذا بالإضافة إلى بنفيكا، وكان هناك أيضًا ناد أو ناديين آخرين يسعيان وراء اللاعب، وهذا ما يجعلك تتخذ قرارًا سريعًا - ولست سيئًا في التصرف في مثل هذه المواقف." ومنذ أن أعلن مانشستر يونايتد عن ضم بيبي دأبت جماهير النادي على ترديد السؤال نفسه: "من هو؟". فقد كان تياغو مانويل دياس كوريا /20 عاما/ الذي يطلق عليه جمهوره اسم بيبي ينام إلى جانب صناديق القمامة وعلى أوراق الصحف والجرائد منذ وقت ليس ببعيد ورغم أنه يستطيع الآن أن يعيش حياة رغدة في إنجلترا فقد احتفظ بغرفته في دار "كاسا دو جاياتو" للأيتام في ضاحية لوريس بمدينة لشبونةالبرتغالية. فالاطلاع على سجل الأندية السابقة التي لعب لها لا يقدم الكثير من المعلومات فهو لم يلعب بأي قطاعات شباب بالأندية وبعدما أمضى موسما واحدا فقط بصفوف فريق الدرجة الثانية البرتغالي إستريلا دا أمادورا ، انتزعه فريق الدرجة الأولى فيتوريا جيمارايش قبل أسابيع قليلة مقابل 50 ألف يورو ليبيعه بعدها مباشرة محققا أرباحا طائلة. وسجل بيبي خمسة أهداف لفيتوريا غيمارايش في سبع مباريات ودية قبل الموسم وقد أكد سير أليكس فيرغسون المدير الفني لمانشستر يونايتد أنه: "إذا قرأتم قصة حياته ستعتقدون أنكم تقرأون قصة خيالية". ولم ير فيرغسون بيبي البالغ طوله 190 سنتيمترا وهو يلعب ولو لمدة ثانية واحدة ، ولكنه قرر ضمه بناء على توصيات مكتشفي المواهب في مانشستر يونايتد وكذلك صديقه ومساعده السابق كاروس كيروش. كما أعرب مدرب بيبي السابق في أمادورا خورخي بايكساو عن ثقته في أن بيبي سيتمكن من إثبات جدارته في إنجلترا وقال: "إنه طراز مختلف تماما من اللاعبين فقد تعلم مهاراته في مناطق مريبة ولكنه الآن لاعب مبدع". وحتى بيبي نفسه يواجه مشكلة في التأقلم مع القفزة الكبيرة التي حدثت له بحياته من العدم إلى الثراء حيث قال في مقابلة حديثة بإحدى المحطات الإذاعية: "إنه حلم تحقق". ويقول الأب أرسينيو ، الذى يدير دار رعاية الأيتام في لوريس ، عن يببي: "لقد أصابه الانتقال إلى مانشستر بصدمة ، فقد ظل يبكي لمدة يومين ولم يكن يريد ترك المكان حيث كان يتنقل من أحد أركان الدار إلى الآخر". وأضاف: "لقد تحول بيبي إلى مثل أعلى ومصدر إلهام بالنسبة لأطفال وشباب الدار ولكنه مازال مصدوما". ورغم أن عمر بيبي لم يتجاوز العشرين عاما فقد رأى اللاعب الشاب في سنواته الماضية من الصعاب أكثر مما قد يراه آخرون طوال حياتهم. فعندما كان في العاشرة من عمره تخلى عنه أبواه اللذين كانا مهاجرين من كاب فيردي (الرأس الأخضر). وأمضى بيبي السنوات التالية من عمره يصارع في الشوارع من أجل البقاء وقد استغل مبلغ ال1300 يورو الذي تلقاه من ناديه السابق أمادورا في مساعدة أصدقائه في دار الأيتام وفي الشارع. ومنذ انضمامه إلى مانشستر يونايتد الذي يطلق على استاده "أولد ترافورد" اسم "مسرح الأحلام" يتقاضى بيبي 65 ألف يورو شهريا. وقال الأب أرسينيو: "يجب عليه أن يتعلم كيفية الحياة تحت اضواء الشهرة والثروة من يوم إلى آخر ، إنه ليس أمرا سهلا ولكنه تعلم الكثير معنا".