ورد ذكر الرياح في آيات قرآنية متعددة مُبيِّنةً دورها الطبيعي في دورة الماء على سطح الأرض. وبفضل الريح تنتقل السحب إلى المناطق القاحلة ليُحيي الله الأرض بعد موتها قال الله عز وجل: "واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الاَرض بعد موتها وتصريف الرياح ءَايات لقوم يعقلون" [الجاثية، 4]. وفي آية أخرى نجد أن الله عز وجل قد أقسم بالرياح إذ قال: "والذاريات ذروا فالحاملات وِفْراً" [الذاريات، 2-1]. يتكون الهواء من مزيج من الغاز وجسيمات دقيقة صلبة وسائلة، يمثل غاز الآزوت، وغاز الأكسجين، وغاز الارجون نسبة 99,97%، ويبقى تركيب الهواء ثابتا إلى علو 85 كلم، يتركز وزن الهواء في المستويات المنخفضة من الجو أي أقل من 16كلم. أظهرت الأبحاث العلمية الحديثة أن الرياح تتكون وتتوزع حسب نظام محكم، فكتل الهواء تتحرك نتيجة للتوازن الحاصل بين ثلاث قوى أساسية مختلفة: كما تلعب الرياح دورا جذريا في التوازن الحراري للجو، وهي تدخل في إنشاء السحب والغيوم وتراكمها وتلقيحها وتفريغها على شكل أمطار قال الله عز وجل: "الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون" [الروم، 47]، وقال عز وجل: "وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين" [الحجر، 22]. كما تلعب الرياح دورا مهما إلى جانب الحشرات والطيور في حمل حبوب الطلع لتتم عملية تلقيح النباتات الزهرية على مساحات شاسعة. كما تعتبر الرياح قوة لتكوين الأمواج في البحار، وقوة لتحريك السفن الشراعية. قال الله عز وجل: "هو الذي يُسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان" [يونس، 22]. لقد تمكن الإنسان في عصر التطور التكنولوجي من إجراء دراسات شاملة على التيارات الهوائية وعلاقتها بدوران الأرض، وتعاقب الليل والنهار، وارتباط إثارة السحب بالرياح، وتكوينها، ونشرها على سطح الأرض، ودورها في توزيع الطقس واختلافاته، فلم تتعارض أي من المعطيات العلمية الحديثة بما أخبر به المبعوث رحمة للعالمين عيه الصلاة والسلام منذ أربعة عشر قرن بل أقرته وأثبتته.