هذا هو الجزء التاسع والأربعون من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو تتميم لما سبق من الكلام عن مشيخته. وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه، ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته. أبو يحيى المواق: أبو بكر بن خلف الأنصاري القرطبي الفاسي (ت 599ه) [القسم الثالث] الآخذون عن أبي بكر المواق في كتب التراجم التي وقفت عليها، شحٌّ ظاهر في ترجمة المواق، فكما لم تسعفنا بعدد كثير من شيوخه، كذلك كادت أن لا تسعفنا بأحد من الآخذين عنه، ولم أقف ممن صح أخذه عن المواق إلا على إمامين، أولهما: ابن القطان، وثانيهما: الكلاعي. ولولا أن لكل واحد منهما معجم شيوخ، ولولا أنهما ذكراه في جملة من أخذا عنه في برنامج كل منهما، لربما أعيى أصحابَ التراجم وجدانُ أحد ممن أخذ عنه منصوصا على اسمه. فأما أول الإمامين، فهو: 1. أبو الحسن ابن القطان: علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي القرطبي(628)، ذكره ابن الأبار في ترجمة المواق، وذكر أنه سمع منه[1]، ونقله عنه جماعة دون تصريح كالذهبي- وعلى ابن القطان من تلاميذ المواق اقتصر[2]، وعنه الصفدي[3]، وابن القاضي[4]، وعنه الكتاني[5]، كما نص أيضا ابن الزبير في ترجمة ابن القطان، أنه أخذ عن المواق[6]، وذكره ابن عبد الملك في مسرد شيوخ ابن القطان الذين سماهم في برنامجه، ولقيهم، وأكثر عنهم[7]. وأما ثانيهما، فهو: 2. أبو الربيع ابن سالم الكلاعي الإمام المعروف صاحب الاكتفا، ذكره في جملة الآخذين عنه ابن الأبار، وذكر أنه سماه في شيوخه، وذلك أنه في ترجمة المواق[8]، ونقله عنه دون عزو: ابن القاضي[9]، وعنه الكتاني[10]. وكما وقع لبعض الفضلاء وَهَمٌ في شيوخ أبي بكر المواق، نبهتُ عليه في المقال الذي نُشر قبل هذا، كذلك وقعت له أوهام في أسامي الآخذين عنه، وسأخص كل وهم بتنبيه، أَنُصُّهَا تباعا في الأقسام المقبلة إن شاء الله تعالى. يتبع إن شاء الله تعالى ---------------------------------- 1. التكملة لكتاب الصلة، 1/353. 2. تاريخ الإسلام، 12/1189. 3. الوافي بالوفيات، 10/145. 4. جذوة الاقتباس، 106. 5. سلوة الأنفاس، 1/224. 6. صلة الصلة، 4/137. 7. الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، س: 8/ ق:1 / 166. 8. التكملة لكتاب الصلة، 1/353. 9. جذوة الاقتباس، 106. 10. سلوة الأنفاس، 1/224.