افتَتَح هذا اللقاء الثقافي الرئيس السنغالي عبد الله واد الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية التصوف في الإسلام، مبرزا أن "التصوف يشارك في التهذيب والتعليم الروحي". كما شجع الرئيس السنغالي عبد الله واد على ضرورة "إنشاء معهد يقوم بتدريس التصوف ويساعد على فهم أفضل لهذا التيار الإسلامي". أما الأستاذ حمدا ولد التاه الأمين العام لهيئة علماء موريتانيا، الذي ترأس الجلسة العلمية الأولى خلال هذا الملتقى، فقد ركز على التأصيل الشرعي للتصوف، مؤكدا على أن "النموذج الإفريقي من التصوف جمع بين العبادة والعمل". وقد شارك الدكتور عبد الحميد عشاق المدير المساعد المكلف بالبحث العلمي بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط وعضو المجلس الأكاديمي والمكتب التنفيذي للرابطة المحمدية للعلماء.. بمداخلة في الجلسة الثانية من جلسات هذا المؤتمر الكبير بعنوان "التصوف وصناعة الرشد". وقد استهل فضيلة الدكتور محاضرته بسؤال جوهري جامع وهو ماذا يمكن للتصوف أن يقدم للأمة والإنسانية إزاء الأزمات العميقة التي تكتنف سياق الاجتماع الإنساني المعاصر.. وأجاب عن هذا السؤال بإيجاب بخمس نقط تلخص مضمون المحاضرة ومقصودها: 1. وظيفة تجديد الصلة بالله؛ إذ روح التصوف وغاياته العالية صدق التوجه إلى الله عز وجل؛ 2. وإضفاء المصداقية على صاحب القيم، إذ المتكلمون باسم القيم في عالمنا كثر ومتوافرون ولكنهم يشكون من مشكلة المصداقية؛ 3. تخليق الحياة العامة؛ إذ التصوف معاملة وخلق كما قال ابن القيم معلقا على كلام الكتاني في الجزء الأول من مدارج السالكين: "بل الدّين كله هو الخُلُق، فمن زادَ عليك في الخُلُقِ، فقد زاد عليك في الدين." 4. تفعيل المشترك الإنساني المنسي؛ 5. ترشيد استعمال موارد الكون وطاقاته.. فيما اعتبر رئيس جامعة شنقيط الدكتور محمد المختار ولد اباه، أن العالم الإسلامي يعاني من مشاكل ثلاث، خلقية، وبائية واقتصادية، مؤكدا على أن الحل يكمن في الرجوع إلى التصوف الذي هو "محبة الله ورسوله"...