"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ اخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُومِنُونَ بِاللّهِ" [اَل عمران، 110]. يا بَنِي العُرْبِ هَلْ فَقَدْنَا الصوابا في زمان نزداد فيه اضطرابا هل دَهَتْ خيرَ أمة عينُ حقد إذ أصاب أمجادها ما أصابا هل ترانا عن همنا في سبات أم ترى نجري كي ننال السرابا نبتغي في غَيَاهِبِ التِيهِ مَسْعَى لا عصًا في الترحالِ ولا رِكَابا اِنْفَتَحنا للغرب من غير قيد نحْسِنُ الظن لَيْتَ ما الظن خابا وانسَلَخنا عن كل جِلْدِ أصيل وهَجَرْنا نبينا والكتابا نَتَبنى عنهم مناهج فكْر غيَّبوا فيها الدينَ قصْدا فغابا في زمان الضياع نمشي حيارى نستعير الخُطا، نُحاكي الغرابا مالنا في هذي الحياة نجاري من أباحوا عرضا وحادوا الصوابا أو ما يكفي ما تقاسي شعوب حاصروها وحاسبوها حسابا أو ما يكفي ما تعانيه أرض نُزِعَتْ منَّا عنوة واغتصابا صِبْيَةٌ زُغْبٌ في العراء جياع جَرَّعُوهُمْ كأس المنون شرابا لو رأى المأساةَ الضريرُ لَوَلَّى أو وَعَاهَا الرَضِيعُ –حينا- لَشَابَا ليت شعري هل يرفع الذل قوما بَدَّدُوا مجدَهم سُدى وانتِحَابا وَيْحَ قومي يأتي عليهم زمان فيه نيل الأغراض يوتى غلابا أين فرسان الفكر والسيف فيكم أين صَوْلَةُ العُرب تُدني الرقابا أين من ماضي عِزنا سوءُ حال زادنا اليوم فرقة واغترابنا هذه القهقرى التي نَحْنُ فيها صُنْعُ أيدينا.. نحن خِطْنَا الثيابا ليس أغلى للنفس من ثوب عِزِّ يرتضيه الله الكريم ثوابا قد أضعنا حضارة ذات شأن واسْتُلِبْنَا من الجذور استلابا وتَرَكْنَا صَرْحَ الأصالة مَنْجَى وامتطينا في العاصفات ركابا وفقدْنا شمسَ التجلي هَوانا واقتفينا نحو الهلاك الضبابا وتَخَاذَلْنَا حيث كنا أسودا واصْطَحبنا ثعالبا وذئابا كيف نحمي أوطاننا شَرَّ غَدْرِ من عدو يُبْدِي ظُفُرا ونابا إننا والله العظيم -ثلاثا- إنْ تنازَعْنا لن نصدَّ ذبابا قد سَئمنا أوضاعنا في شتات يَنبري بعضُنا لبعض عتابا كم عَقدنا من مؤتمَر وجَمْع وخطبنا حتى مللنا الخطابا ثم ماذا تفيد (قلنا وقلتم) وشعوب منا تقاسي العذابا إنَّ خير الأقوال إنجازُ فِعْلِ يَمْنَحُ المرءَ قدرة واكتسابا ما سواه يبقى كَلامَ هُراء نسأل الله فيه عفوا مجابا