1- في اللغة: - الحياة الدنيا: هي القربى إلينا لدنوها، والحياة الدنيا نقيض الآخرة؛ - متاع[1]، قال ابن منظور في اللسان: قال الأزهري: فأما المتاع في الأصل فكل شيء يُنتفع به ويُتبلغ به ويُتزود، والفناء يأتي عليه في الدنيا، وقيل: المتعة: الزاد القليل، وجمعها متع. وأما قول بعض العرب يهجو امرأته: لو جمع الثلاث والرباع وحنطة الأرض التي تباع لم تره إلا هو المتاع فإنه هجا امرأته، والثلاث والرباع، أحدهما كيل معلوم والآخر وزن معلوم، يقول: "لو جمع لها ما يكال أو يوزن لم تره المرأة إلا متعة قليلة"[2]. 2- في الاصطلاح العام: واستخلصت التعريف من مجموع ما قيل في متاع الحياة الدنيا، من قبل العلماء الدارسين للفظ القرآني[3]، وهو كالتالي: متاع الحياة الدنيا "كل ما ينتفع به زمن الحياة الدنيا". 3- التعريف المختار: متاع الحياة الدنيا: كل ما أوتي الإنسان في الحياة الدنيا. - ف"ما" تستغرق جميع ما هو للإنسان في الدنيا من نساء وبنين ومساكن وأموال، قال تعالى: "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ اَلنِسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالاَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" [سورة اَل عمران، جزء من الآية: 14]. وذكرت هذه الأصناف من المتاع في الآية لأهميتها ورغبة النفس فيها، وإلا فكل شيء هو ملك للإنسان هو متاع، قال تعالى: "فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ ءامَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" [سورة الشورى، الآية: 36]. - وقولنا: "أوتي الاِنسان"، أي؛ أعطاه الله إياه لينظر كيف يعمل فيه، فهو من الله أصالة عن طريق تيسيره سبحانه لأسباب تحصيل المتاع، لا كما قال قارون: "إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي" [ سورة القصص، جزء من الآية: 78]. فهذا المتاع الموهوب من الله فتنة وامتحان، قال تعالى: "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى" [ سورة طه، الآية:131]. وقوله تعالى: "إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الاَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" [سورة الكهف، الآية: 7] وكل من الزينة وزهرة الحياة الدنيا داخلة في متاع الحياة الدنيا. - ولفظ الحياة الدنيا يدل على أن متاعها قليل، وزائل لزوال الحياة الدنيا نفسها وانقضائها، قال تعالى: "وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [سورة القصص، الآية: 60]. ويشعر بالقلة لفظ متاع في ذاته، زيادة على تنكيره لإفادة الحقارة، وكذلك ذكر "أبقى" في المقابل، وفي لفظ الدنيا قلة وخسة. ومن ثم يمكن أن نعدد العناصر التالية، فنقول أن متاع الحياة الدنيا: عطاء من الله سبحانه للناس؛ فتنة وابتلاء؛ زائل وقليل وحقير في جنب متاع الآخرة. ------------------------------- 1. جاء في اللسان، "والمُتعة والمِتعة والمَتعة أيضا، البُلغة، ويقول الرجل لصاحبه: أبغِني متعة أعيش بها أي؛ ابلغ لي شيئا آكله أو زادا أتزوده أو قوتا أقتاته، ومنه قول الأعشى يصف صائدا: "من آل نبهان يبغي صحبه متعا"؛ أي ينبغي لأصحابه صيدا يعيشون به، والمتع جمع متعة، ومتع النهار يمتع متوعا، ارتفع وبلغ غاية ارتفاعه قبل الزوال" ومنه قول الشاعر: وأدركنا بها حكم بن عمر، وقد متع النهار بنا فزالا، لسان العرب لابن منظور، مادة:/ متع. 2. لسان العرب لابن منظور، مادة:/ متع. 3. أي في الكتب المعتمدة.