ولد الفقيه العلامة السيد عبد الواحد بن علي بنعبد الله سنة 1311ه، وتوفي سنة 1411 حيث عاش قرنا كاملا حسب السنة القمرية أو 97 سنة تبعا للتاريخ الميلادي. وكانت دراسته في الكتاب (المسيد ولعله تصغير مسجد) صورة للمنهج الذي يشكل منطلق الحياة الدراسية التأصيلية التي تتجلى في حفظ القرآن الكريم بقراءة ورش، والمتون لأي النصوص التقعيدية للحديث والأصول، والفقه، وعلوم الآلة الاثني عشر كالعروض والنحو والصرف والبديع والبلاغة والبيان… ثم تمتد لمن أراد استكمال دراسته– إلى حضور المجالس العلمية التي لم يكن يخلو منها مساجد الحواضر وحتى البوادي أحيانا خاصة منها المراكز التي توافر فيها العلماء مثل ناحية دكالة التي احصيت في ربوعها مائتان اثنتان من المدارس التي لا تزال الآن نماذج منها في سوس. وهكذا بدا الفقيه الزاهد يواصل معظم الدروس التي كانت تلقى آنذاك على شيوخ في طليعتهم العلامة محمد المدني بن الحسني في التفسير والحديث والآداب والعلامة محمد السايح في الفقه والأصول، وآخرون مثل عبد الرحمان بريطل، والعلامة أبو حامد المكي البطاوري. وكانت هذه الدروس ترتكز على ما حفظ الطالب في الكتاب من متون أهمها ألفية العراقي في علم الحديث والأجرومية، وألفية ابن مالك في النحو، ولا مية الأفعال في الصرف، ولا مية الشنفري في الأدب، والمرشد المعين، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، ومختصر الشيخ خليل في الفقه، وجمع الجوامع في الأصول، وتحفة ابن عاصم في القضاء… ولم يكن هنالك ضبط دقيق للفصل بين الابتدائي والثانوي والعالي إذ كان حضور الطالب حرا يختار الصف الذي يلائمه معززا هذا الحضور الدؤوب باستشارة موصلة مع شيوخه الذين كانوا يتركون للطالب الحرية الكاملة في التنقل حسب استعداده من مرحلة إلى أخرى وقد تبرز ملكة الطالب خلال الدروس من تناسب الأسئلة التي قد التي قد يعن له إلقاؤها على شيخه بقصد الاطلاع لا التعنت.. يتبع في العدد المقبل..