انتقل إلى عفو الله ورحمته الشيخ الداعية العربي غزال صبيحة يوم الأحد، بعد حياة عامرة بخدمة الدين والدعوة إلى الله تعالى، مع حماسة وغيرة وربانية منقطعة النظير"، كما وصفه الواعظ الدكتور عبد الرحمان البوكيلي أستاذ التعليم العالمي بمكناس. ويصلى على الداعية الفقيد، 83 عاما، اليوم بعد صلاة العصر في مسجد طارق بواد فاس، وهو الذي رأى النور أول يوم في سنة 1933، ونشأ وسط أسرة العلم والفقه والقرآن، حيث كان أبوه رحمه الله فقيها مجاهدا. وفي سنة 1944 بدأ رحلته إلى بعض المداشر لحفظ المتون الفقهية كمنظومة ابن عاشر، ومتن خليل، وتحفة ابن عاص، والمتون النحوية، كمتن الأجرومية، وألفية ابن مالك، ولامية الأفعال، وترسيخ القرآن الكريم حفظا ورسما وأداء.. ودرس الشيخ العربي الغزال بنظام التعليم العتيق على غرار أسلافه السابقين بالتجوال بين القبائل ومساجد مداشر القبائل، يبحث عن كل فقيه ذاع صيته لعلمه وورعه من جهة، وتضلعه وتعمقه فيما يرغب فيه الطلبة الذين رحلوا إليه، وأسلوب تدريسه وإلقائه من جهة أخرى. وانخرط العربي الغزال في حزب الشورى والاستقلال الذي كان على رأسه محمد بن الحسن الوزاني، وعبد الواحد العراقي الذي كان من أفاضل علماء القرويين، حيث كان يجتمع مع الطلبة ورؤساء الحزب ومرشديه قصد التدريب على أساليب مقاومة العدو ومحاربته، وعلى طرق تحريض الناس ضد المستعمر الغاشم.