أفضى إلي صديقي العلامة محمد المختار الإلغي شخصيا، بكثير من المقومات، أشار إليها في علم وعالمية هذا الجهبذ البعقيلي واصفا إياه بما اتسم به من صولة وجولة في حياته المثالية. وقد كان لانهزام المغرب في إيسلي قبل مائة سنة أثر بليغ في قلوب الشعب المغربي عن بكرة أبيه، وفاضت قرائح الشعراء فتردد ما داخل القلوب من خلجات الثبور لأول هزيمة عرفتها المملكة منذ ألف عام، كانت انبلاجة لما أعقبها من ويلات لم تعرف لها المملكة مثيلا. وقد انبرى حتى الصوفية في خلواتهم يدعون للثورة حيث أنشد الشاعر الفذ أبو المواهب سيد العربي بن السائح قصيدة مطلعها: إن الهموم التي قلبي لها انزعجا كأنني بصباح ليلها انبلجا وقد أنشد الشاعر محمد القباج ينوه بهذا المجاهد الفذ فقال: قولوا لدهر المستفيض السائح مهلا فقد هزم ابن السائح لو أن يم الموت قبل هجومه قبل العداء لكنت أول سابح وكان للشيخ ابن السائح دور في الدعوى لتركيا في حربها ضد الروس في وقعة القرم، فخرج من خلوته، حيث نظم قصيدة عصماء لتحسيس الشعوب الإسلامية وتوعيتها حاضا إياها على مواصلة النضال. ومنذ ذلك وقبل أن أطل على الكهولة شعرت بانتفاضة وجدانية اجتذبتني إلى حضارات جديدة كما اجتذبت قبلي الإمام الغزالي، وغير الغزالي مع طفرات متواضعة فيما يخصني.. يتبع في العدد المقبل…