كان يدرس بالسلك الثانوي أساتذة مغاربة ممن حصلوا على شهادات ثانوية مثل الباكالوريا وما بعدها يساعدون الطلبة على مراجعة ما يدرسون من علوم تؤهلهم إلى اجتياز الباكالوريا العربية والالتحاق بالسلك العالي. وفي غضون هذه السنة 1949 توفي بالدار البيضاء علم فذ محقق حافظ وإمام صمداني هو الشيخ الحسن البعقيلي الذي عرفته ولم أره وكنت أتوق إلى رؤيته لما انصبت في نهره الفياض من أنهار جهابذة العلماء سندا ومددا وجمع في سلوكه النهل من الحسنيين الدين والدنيا فبنى نحوا من ثمانين ما بين مسجد وزاويته في جل حواضر المغرب جنوبا وشمالا تقام فيها الصلوات وتتلى آيات الله البينات وأسس لأول مرة مطبعة عصرية بالعاصمة الاقتصادية جهزها بأحدث ما عرف آنذاك من آلات طبع فيها معظم كتبه ورسائله، وكان له موقف صارم تعرفت عليه مباشرة ضد طغاة الوقت من كبار المستعمرين وعلى رأسهم (بونيفاس) الذي حاول استمالته وإغرائه بشتى الذرائع فلم يفلح وظل أستاذنا الحسن البعقيلي النموذج الحي للمؤمن الملتزم والموقن المنتظم. وقد كان لي قبل ذلك برباط الفتح مدد علمي وروحي أوسع غيضا وأكثر فيضا في شخص عالم آخر هو ابو المواهب سيدي العربي بن السائح الحقني سنده العالي بثلة من العلماء الأفذاذ كما طبع سلوكي ومدارج حياتي بمنهجه الصوفي السني الأمثل، وفيضه العلمي الأكمل في شاعرية وروحانية نرجو من الله أن تكون لنا خير وازع في الحال والمال…. يتبع في العدد المقبل بحول الله تعالى…