مولد المصطفى

أيا ذِكْرى تُذكِّرُنا زماناً مِن الإشْراقِ كان لنا أمانا
أُعانقُ فِيكِ عِطْركِ فِي حنِينٍ أُقدِّسُهُ، أذُوبُ بِهِ كِيانا
أُحيِّي فِيكِ موْلِد خيْرِ هادٍ وخيْرِ نبِي بِخيْرِ هُدىً أتانا
اُحيِّي فِيكِ طه مُسْتهِلاًّ بِفجْرٍ مِنْ ربِيعِكِ عنْهُ بانا
وأحْمدُهُ مُطِيعاً وهْو داعٍ إِلى ما يُزْهِرُ الدُّنْيا حنانا
ألا يا خيْر خلْقِ اللهِ خُلْقاً وأزْكاهُمْ وأمْضاهُمْ سِنانا
لأنْت لنا سناءٌ، أنْت غيْثٌ بِما أمْسى وما أضْحى هوانا
وما ياْ تِي مِن الْأيّامِ كُلاًّ وإِنْ زِغْنا فعنْ ضعْفٍ كسانا
فليْس لنا سِواك -وإِنْ جهِدْنا- ملاذاً واقِياً مِمّا دهانا
فنحْنُ إِليْك نسْعى الْعُمْر مهْما تهاونّا وأرْخيْنا الْعِنانا
يقُولُ الْقائِلُون لِذِي يقِينٍ: ضللْت، فغيْرُنا ربِح الرِّهانا
غزا حتّى السّما والماء جادّاً فما حقّقْت مِنْ سعْيٍ أدانا؟
ويسْتوْفُون كيْلهُمُو إليْهِ وبِئْس الْكيْلُ ما بِالْخُسْرِ كانا
ولوْ جدلاً وعيْنا واسْتجبْنا لِدعْواهُمْ نقُولُ لِمُنْتدانا:
صحِيحٌ ذا، وما للدِّينِ ذنْبُ ولكِنْ ذنْبُ منْ جهِل الْبيانا
فإنْ كان التّعلُّمُ هُو أصْلاً لِذاكُمْ فهْو فرْضٌ فِي هُدانا
وإِنْ كان التّحدِّي بِالتّروِّي بِهِ الإِسْلامُ كلّ قُوىً ألانا
فما يبْقى سِوى نظرٍ حصِيفٍ إِليْهِ لِما تقاصى أوْ تدانى
ولوْ أنّ ادِّعاءً ما لِشأْنٍ يُبرِّرُ كوْنهُ فالأمْرُ هانا
ولكِنّ العُلى يُرْقى إليْهِ ويذْعنُ لِلْمُجِدِّ إِذا تفانى
وعِبْرتُنا بِأحْمد كُلُّ شيْءٍ لِما نبْغيه مُحْترزاً مُصانا
عليْه مِن الإلهِ – وكُلّ حِينٍ- صلاةٌ عِطْرُها يُنْدِي رُؤانا
ومِنّا رحْمةٌ وحمِيدُ ذِكْرٍ بِموْلِدِهِ يُنمِّقُهُ جِنانا