3. الشرفاء الشرفاء أو الأشراف ويمكن التمييز بينهم وبين الشرفاء الأدارسة ويتزعمهم المزوار الخاص بهم ويطلق عليهم في غالب الأحيان المرابطين الذين يرجع إليهم الفضل في تأسيس أهم الزوايا بتافيلالت ويسمى شيخ الزاوية المقدم. ثم الشرفاء السعديون وهم أبناء عمومة العلويين وعددهم قليل جدا. وأخيرا الشرفاء العلويون ويدعى ممثلهم بالمزوار أو النقيب. فالشرفاء العلويون لم يظهروا بالمنطقة حسب أغلب المصادر التاريخية إلا خلال (النصف الثاني من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي) عندما وصل إلى سجلماسة المولى الحسن الداخل جد الأسرة العلوية (سنة 664 هجرية/1265 ميلادية) فاستقر بالمدينة وخلف بها ذريته التي استطاعت توحيد المغرب تحت رايتها ابتداء من (النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي). ويحظى الشرفاء بمكانة متميزة من حيث الدور الروحي الذي يقومون به بين العناصر السكانية الأخرى وخاصة في إصلاح ذات البين بين القبائل المتصارعة. وكانوا يتوفرون على ظهائر التوقير والاحترام من طرف السلاطين العلويين، كما كانوا يتمتعون بالإعفاء من مختلف الكلف كالضرائب والخدمات المخزنية. 4. الأندلسيون وينحدرون من أصول متعددة ولا يجمعهم سوى موطنهم عدوة الأندلس التي جاءوا منها، وقد استوطنوا سجلماسة منذ نشأتها بل هناك من المصادر التاريخية من تؤكد أنهم ساهموا في تشييد هذه المدينة، ولم يكن عددهم كثيرا إلا عقب فشل ثورة الربض بقرطبة (سنة 202 هجرية/810 ميلادية)، إذ استقبلت سجلماسة أفواجا من الفارين منهم وكان من بينهم الحرفيون، والعلماء والتجار مثل ابن حيان التوحيدي. ولاشك أن الأندلسيين قد حاولوا أن ينقلوا إلى سجلماسة، نمط عيشهم وأسس التقدم الحضاري الذي وضعوا لبناته فوق أرض الأندلس، بل ولا يستبعد أن يكونوا قد لعبوا دورا فعالا في الأحداث التي عرفتها المدينة خلال فتراتها المتقلبة بين الازدهار والتدهور. 5. الأفارقة يرجع أصلهم بدون شك إلى إفريقيا جنوب الصحراء وقد جلبوا إلى المنطقة بطرق مختلفة وبواسطة تجارة القوافل، وربما لعبت كثافة هذا العنصر عند بداية بناء سجلماسة الدور الحاسم في تعيين أحد أفرادها وهو عيسى بن يزيد الأسود كأول حاكم للمدينة ما بين (140 هجرية/757 ميلادية و155 هجرية/772 ميلادية). "لا يمكن أن يفهم اختيار عيسى بن يزيد الأسود لقيادة الحركة الخارجية الصفرية بسجلماسة إلا في إطار ثقل العنصر الأسود بهذه المناطق وبالتالي تشكيله للسواد الأعظم لمجتمع تافيلالت على الأقل خلال مرحلة القرن الثاني الهجري"[1]. ولا تزال عناصر من الأفارقة الذين يسمون بالعبيد يقطنون قصورا خاصة بهم بالمنطقة، ويقتصر وجود بعضهم الآخر على بعض العائلات الشريفة وكذلك الزوايا، كما تم تهجير الكثير منهم بعد تجنيدهم في صفوف جيش عبيد البخارى على عهد السلطان مولاي إسماعيل.. يتبع في العدد المقبل.. ————————— 1. محمود إسماعيل، عبد الرزاق، المرجع السابق، ص: 216-217.