بقلم : ذ . نصر الله البوعيشي وذ.رشيد أوتمال مجال التربية والتكوين كمجال حيوي رهين بانخراط كل الفاعلين، كما ان المسؤولية التدبيرية كيفما كان حجمها ونوعها لابد لها من الشروط الموضوعية لإنجاحها والمتمثلة في توفير الإرادة الحقيقية وحيث أن نائب وزارة التربية الوطنية بمراكش يؤمن إيمانا راسخا بنجاعة التدبير التشاركي وبأهمية التواصل المباشر مع المهتمين بالشأن التربوي وما يتيحه نهج سياسة القرب و الانفتاح على المجتمع من خلق فرص للتواصل الخارجي الفعال و البناء بين النيابة وبين مختلف شركاء المؤسسة سواء تعلق الأمر بهيأة التدريس والطاقم الإداري أم تعلق بالتلاميذ وأولياء أمورهم أم بمختلف الهيئات والفعاليات ذات الصلة، وذلك من أجل بذل الجهود الحثيثة للإحاطة بمختلف الإكراهات التي تعوق تحقيق جودة العملية التربوية بذلا من الاكتفاء باستهلاك المذكرات والمراسيم والقبوع في المكاتب وهو ما اضعف العمل الاداري والتربوي الجاد والمثمر وانطوى على مظاهر العقم وتشنج العلاقة بين المدرسة ومحيطها بشكل عام.
و لم يكن هدف السيد النائب وهو يتحمل مسؤولية تدبير شؤون هذه النيابة أن يجعل منها نسخة لنماذج سابقة، ولا استنساخا مُرضيا لتجربة قد تكون ناجحة، لقد حَرَّكه في تدبير شؤون هذه النيابة عاملان هامان: الأول هو ربح رهان تحقيق التميز وجعل نيابة مراكش نموذجا خاصا يجسد أقصى صور التسيير المندمج الذي يشعر فيه كل واحد ممن ينتسبون إلى هذه النيابة بمسؤولية المساهمة في إنجاح هذا التدبير؛ والثاني هو الانتقال من صيغ التدبير المرتجل إلى أشكال التدبير العقلاني القائم على مبدأ التسيير العلمي والمبني على الحكامة التربوية الفعالة واحترام فرص التكافؤ بين مختلف الفعاليات الإدارية والتربوية، وتفضيل العطاء الجاد. و ضمن هذه الإستراتيجية التي تتمثل بالأساس في العمل بشفافية على انفتاح المدرسة على محيطها بصفة عامة وعلى المهتمين والفاعلين في الشأن التربوي بصفة خاصة ...اتخذ السيد النائب الإقليمي تدابير جريئية خصوصا في مجالات عدة على رأسها تدبير الموارد البشرية وتدبير الداخليات .... وفي إطار تفعيل هذه الإستراتيجية قام السيد النائب بزيارات ماراطونية خلال شهري فبراير ومارس الى جل الداخليات الموجودة في تراب الجماعات الحضرية و القروية عل حد سواء وجعل اعادة تأهيل الداخليات ضرورة ملحة ومن اولويات النيابة التي يشرف عليها حيث شارك التلاميذ الداخليين وجباتهم واستمع إليهم ووقف بنفسه على ظروف اقامتهم ودراستهم وتتبع عن كثب الشروط التربوية والبيداغوجية والصحية في مؤسسات التعليمية التي بها مطاعم او داخليات ويؤكد في جميع مداخلاته للتلاميذ ولأوليائهم وللمنتخبين وللمسيرين سواء في هذه المؤسسات أو على صعيد النيابة على ضرورة : 1- المراقبة الصحية للداخليات (صحة المقر – مراقد النوم – المطابخ – قاعة التدريس ...) 2- الفحص الطبي المنتظم للتلاميذ الداخليين وللعاملين بها من منظفين وطباخين. 3– وضع ومراقبة كمية ومستوى الوجبات المقدمة خلال اليوم. 8– إخبار وتحسيس الداخليين بأخطار الإهمال الصحي. و في اطار تفعيل التواصل والمقاربة التشاركية من اجل التداول في تنفيذ المخطط الاستراتيجي للنيابة الذي تتقاطع فيه مجموعة من الاهداف الكبرى سواء المسطرة من طرف النيابة الإقليمية او في اطار تنفيذ القرارات الوزارية والأكاديمية الجهوية وانطلاقا من قناعة السيد النائب الراسخة ومن أجل مواكبة وإنجاح العمل التربوي، قام منذ توليه مسؤولية تسيير هذه النيابة بلقاءات مكثفة مع كافة الفاعلين التربويين من مفتشين ومديرين وممثلي مختلف الهيئات الادارية والتربوية والنقابات وهيئة التسيير الاداري والمالي و ممثلي جمعيات الآباء - في اطار الايمان بدور الأسرة في في الارتقاء بالمدرسة-من أجل تعبئتهم جميعا قصد توفير جميع الظروف الملائمة لانجاح العملية التعليمية التعليمية كما قام بزيارات تفقدية للمؤسسات التعليمية التابعة للنيابة ، حيث اطلع وتتبع شخصيا السير الاداري والتربوي بها وقدم الملاحظات والاقتراحات الضرورية مع الحرص على الاستماع الى اراء الفاعلين التربويين من إداريين وأساتذة . كما اوكل لخلية دائمة داخل النيابة مهمة استثمار مختلف التقارير المنجزة من طرف المفتشين واللجن وشركاء المؤسسات التعليمية . إما في موضوع تدبير الموارد البشرية على الصعيد الإقليمي فيمكن اعتبار نيابة مراكش رائدة في هذا الباب ففي ظل المتغيرات التي تعرفها الخريطة السكانية بهذا الإقليم سنة بعد أخرى وما يشكله ذلك من إكراهات على الواقع التعليمي بها كانت المقاربة تشاركية هي القاعدة المؤطرة لجميع التعاملات في هذا المجال ، حيث عرفت تدبير الموارد البشرية قفزة نوعية على مستوى التدبير المعقلن فقد حرص السيد النائب الإقليمي على التوظيف الأمثل للموارد البشرية المتوفرة وعلى حسن إستثمار الإمكانات والموارد البشرية المتاحة وقد كلف بهذه المهمة تحت إشرافه وتتبعه بعض خيرة الموظفين بالنيابة من ملحقي الادارة والاقتصاد المشهود لهم بالكفاءة الذي تفوقوا في تخطي الإكراهات المرتبطة بعامل الموارد البشرية والتي غالبا ما تتجلى في الخصاص الذي تعرفه بعض المؤسسات التعليمية ، وقد تركزت المجهودات السيد النائب الاقليمي طاقمه ، حول إعداد بنية نظرية شمولية أولية تعرف بشكل تقريبي بوضعية المؤسسات التعليمية بناء على معطيات مختلف العمليات الإحصائية وهو ما مكن النيابة من إصلاح الاختلالات و خلق التوازن بين المؤسسات الشيء الذي مكن من التغلب على العديد من المشاكل، وتجاوز العديد من العقبات خدمة لنساء ورجال التعليم وحفاظا على مصلحة التلاميذ في التعلم ، وقد مكن هذا التدبير الزمن المدرسي في مختلف الاسلاك بشكل سلس. أما على مستوى تتبع الحياة الإدارية للموظفين، فقد سهرت النيابة حسب الصلاحيات المخولة لها على الإيفاء بالتزاماتها تجاه مختلف فئات الموظفين لما لذلك من انعكاس على حياة الموظف والحرص على تمكينهم من حقوقهم مع مراعاة القيام بواجباتهم على حد سواء.. وفي إطار مواكبة المستجدات التربوية والتدبيرية وجريا على عادته في تدبير الشأن التربوي عن كثب، عقد السيد النائب لقاءات مع فدرالية جمعية الآباء التي نظمت يوما دراسيا حول برنام مسار استدعي له السيد النائب الإقليمي ومع جمعيات الآباء في اكثر من مؤسسة ومع النسيج الجمعوي حول وضعية التعليم بالإقليم . وقد كان هذه اللقاءات مناسبة طرح خلاله المجتمعون مجمل القضايا التي تشغل بال شركاء النيابة وعلى راس القضايا برنام مسار هذا البرنام الذي خصص له السيد النائب اكثر من لقاء تحسيسي للتعريف به وبأهدافه مما مكن من إزلة اللبس والغموض الذي يكتنفه . كما اشرف شخصيا وحضر مختلف التكوينات المنظمة لفائدة اطر الادارة التربوية على صعيد النيابة في مجال تطبيق برنام " مسار " .. نظرا لما للأنشطة الموازية من أهمية باعتبارها جزءاً أساسيا من المنظومة التربوية الحديثة وعاملا من عوامل بناء فرد متوازن على المستوى النفسي و الجسمي من خلال تكوين مهارات و قيم و أساليب دافعة على إنجاح الممارسة التربوية و قناة واصلة للتنمية البشرية الشاملة. هذا عدا على دورها في تنظيم الوقت الثالث لدى التلاميذ و الدفع بهم للانخراط في أنشطة من خلال أندية متعددة و متنوعة تحث إشراف تربوي و تعويدهم على العمل الجماعي و تحمل المسؤولية و التعاون و التضامن عبر تنظيمات جماعية شاغلها الأساسي تقديم أعمال تعود بالنفع الاجتماعي و التربوي على بيئتهم اعتبارا أنهم أفراد قدموا لأنفسهم و مؤسستهم الاجتماعية ، ولقد عمل السيد النائب الإقليمي على تشجيع هذه الأنشطة ، وتتبعها وحضورها وكان أول من يحضر مواد هذه الأنشطة وأخر من يغادرها تشجيعا منه للتلاميذ وللمشرفين على مزيد من البذل والعطاء . ذ . نصر الله البوعيشي وذ.رشيد أوتمال