أوضح رئيس مصلحة التخطيط بنيابة التعليم باسفي ، أن نيابة اسفي فتحت باب التواصل والحوار، خصوصا مع التلاميذ ومديري المؤسسات والأطر التربوية، من أجل الاطلاع على ملاحظاتهم بخصوص هذه المنظومة، التي شدد الأستاذ زمهار على أنها قابلة للتحسين مع مرور الوقت. تجدر الاشارة الى أن وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني أطلقت منظومة مسار المعلوماتية خلال الموسم الدراسي المنصرم ، و اعتمدتها في مسك نقط فروض المراقبة المستمرة و الامتحانات التي اجتازها التلاميذ و التلميذات خلال الدورة الأولى من الموسم الدراسي 2013-2014. وللتعريف بمنظومة مسار، و بإيجابياتها، و أيضاً معرفة سبب اعتمادها من طرف الوزارة الوصية. يأتي هذا المشروع في إطارالارتقاء بالحكامة في منظومتنا التربوية وتفعيل المخطط الوزاري المتوسط المدى 2013-2016، عبر إرساء منظومة معلوماتية متكاملة ومندمجة تنطلق من المؤسسات التعليمية إلى الإدارة المركزية،كما ستوفر لصانعي القرار التربوي معطيات دقيقة و شاملة و غنية حول المردودية الداخلية للنسق التربوي، وستوفر على الادارة التربوية الكثير من الجهود و الطاقات، سواء على مستوى الإدارة المركزية ، أو على مستوى الأكاديميات والنيابات ، أو على مستوى المؤسسات التعليمية ، كما ستكون منظومة "مسار" من الآليات التي ستساهم في دعم اللامركزية و اللاتمركز في الشأن التربوي و الإداري بقطاع التربية الوطنية، وتجعل منظومة "مسار " المؤسسة التعليمية محورا لمعظم العمليات التربوية و الادارية، باعتبارأن هذه الأخيرة المصدر الوحيد لاستقاء المعلومة .وهذا ما يفرض بالضرورة أعادة تأهيل الإدارة التربوية لتكون في مستوى التحديات التي يفرضها الانتقال من الإدارة الورقية إلى الإدارة الإلكترونية . ماهي تأتيرات هذه المنظومة على المحيط المدرسي؟ ان استعمال خدمات هذه المنظومة، يهدف إلى ما يلي : + المساهمة بشكل كبير في تحويل كافة الأعمال والخدمات الإدارية التقليدية إلى أعمال وخدمات إلكترونية بدرجة عالية من الدقة والجودة . + يسهل حركية التلاميذ من خلال تدبير العملية معلوماتيا عوض الإغراق في الأوراق الإدارية والتنقل بين المؤسسات والنيابة. +تمكن التلاميذ من الحصول على جميع الوثائق المدرسية وبسهولة تامة من شواهد التمدرس والمغادرة وبيانات النقط… + يسمح بأرشفة إلكترونية رقمية لكل العمليات التدبيرية والوثائق الإدارية والتربوية، مما يمكن التلاميذ من الحصول على هذه الوثائق، ويحفظها من التلف والضياع . +يضمن الشفافية في نقط المراقبة المستمرة والامتحان ويحميها من كل تلاعب . + توفير موقع إلكتروني لكل مؤسسة يسمح لها بالتواصل مع التلاميذ وأوليائهم.. و هكذا سيتمكن مدراء المؤسسات التعليمية و الحراس العامين من التدبير الإداري الفعال و تقديم الخدمات التربوية و الإدارية التي تخص التلاميذ بكيفية سريعة و ناجعة و دقيقة، و إعطاء صورة حقيقية لواقع الحياة المدرسية من خلال الموقع الإلكتروني المرتبط بباقي المواقع الإلكترونية للمؤسسات التعليمية بالمغرب . مما سيمكن من التواصل عن قرب بين آلاف المؤسسات التعليمية ،و يتم تبادل التجارب و التنسيق من خلال وضع البرامج و الأنشطة المشتركة ،.كل هذا يندرج في إطار ضمان مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ . علاقة منظومة "مسار" بباقي البرامج المعلوماتية التي تشتغل بهم وزارة: هناك مجموعة من البرانم المعلوماتية التي تشتغل بها وزارة التربية الوطنية منذ موسم 2006 \2007 ، كبرنام " gresa" الخاص بقاعدة المعطيات الأساسية للمؤسسات التعليمية،و برنام :"esise " الخاص بإحصاء التمدرس و الموارد البشرية و فضاءات الاستقبال و الدعم الاجتماعي، والأن يجري تجريب برنام " massir" الخاص بالموارد البشرية. والذي سيعمم على المؤسسات خلال الموسم الدراسي المقبل ،كما توجد برامن أخرى كبرنام Tissir الخاص بالتحويلات المالية المشروطة .كل هذه البرانم وغيرها ، من قبيل cartesco البرنام المتعلق ببلورة الخرائط التربوية ، تتفاعل مع منظومة مسار ، مما سيقلص مستقبلا من عمليات المسك المكررة والمشتركة بين مختلف البرانم، هذه البرانم في مجملها لا تميز بين التعليم العمومي و الخصوصي، حيث تتوفر المؤسسات الخصوصية كما العمومية على أقنان الولوج الى هذه البرانم، و تقوم بمسك معطياتها بها كلما كانت الحاجة إلى ذلك . ومجمل القول أن منظومة "مسار" ألية معلوماتية لتجميع ودمج كل العمليات التي تقوم بها باقي البرانم ،وللإشارة فقد تم الاستغناء عن خدمات كل من برنام GALY الخاص بتدبير نقط المراقبة المستمرة بسلك التعليم الثانوي التأهيلي ، وبرنام GEXAWIN ذو الصلة بتدبير نقط المراقبة المستمرة والامتحانات الموحدة بسلك التعليم الثانوي الإعدادي وسلك التعليم الابتدائي . ماذا عن قابلية الفاعلين التربويين في تطبيق هذه المنظومة؟ نظمت النيابة الإقليمية باسفي ، تحث اشراف أطر مؤهلة وذات تجربة ،دورتين تكوينيتين ، لفائدة أطر الإدارة التربوية العمومية والخصوصية ، حول إرساء منظومة " مسار ". وتجدر الإشارة أن المرحلة الثانية من التكوين كانت فرصة لتقاسم التجارب ، والوقوف على الصعوبات التي عرفتها المرحلة الأولى من الإرساء . وبهذه المناسبة نوه السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالجهود المبذولة من طرف الأطر الإدارية للمؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها لإرساء المكون الأول الخاص بمسك التلاميذ وتوزيعهم على الأقسام وفق الخريطة التربوية ، مشيرا أن المؤشرات المسجلة على الصعيد الوطني ، في إطار مسك المعطيات والتقييد بالآجال المحددة ، كانت مشجعة ، داعيا إلى مواصلة الجهود لإرساء باقي مكونات المنظومة. وهذا ما تم بالفعل فقد تمكن مديرات ومديرو المؤسسات التعليمية من استثمار المعطيات التي تم مسكها في تدبير امثل للامتحانات .هذا، ما جعل تحقيق المكون الثاني من منظومة مسار إجرائيا في الآجال المحددة له من طرف المصالح الجهوية والمركزية . وبالرغم من بعض الصعوبات التي تمت ملاحظتها في بداية الاشتغال ، فلابد من القول أن مسار سييسر عمل كل من الإدارة التربوية ، وهيئة التفتيش ،وأطر التوجيه والتخطيط التربوي وهيئة التدريس . مزايا منظومة مسار وهل هناك من سلبيات؟ كما قلت سابقا،النيابة الاقليمية باسفي عملت بهذه المنظومة كباقي النيابات الأخرى بالمغرب لضمان مجموعة من المبادئ وأهمها: 1 تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص: من خلال ضمان مصداقية النقط و محاربة ظاهرة "تسول النقط " كما تقطع منظومة مسار مع بعض الاختلالات التي عرفتها الممارسة التربوية داخل الفصل ( العلبة السوداء ) ، كعدم الالتزام بإجراء الفروض الواجبة حسب المذكرات المنظمة ، من جهة ، وعدم تسليم أوراق الفروض مصححة لدى الإدارة التربوية من جهة أخرى. هذا وستمكن منظومة مسار من تفعيل المهام الأساسية لدور النظارة وإدارة الدروس بالمؤسسات الثانوية التأهيلية . ويدخل هذا في اطار العمل بالشفافية عن طريق عقلنة الفعل التربوي و تتبع المسارات التعليمية للممدرسين و تحديد نقط القوة والضعف التي تطبع الممارسة التعليمية في كلياتها و تجلياتها. 2تخفيف العبء على المدرسين أثناء ملء مطبوع نتيجة الدورة: يكتفي المدرس بإدخال النقط المحصلة في الفروض وفق جدولة زمنية سيتم تحديدها لاحقا ، لكل متعلم و يعمل مسار على القيام بكل العمليات الحسابية المطلوبة، مما يجعل محاضر النتائج جاهزة في انتظار طبعها وتوزيع نتائجها طبعا بعد انعقاد المجالس التعليمية. 3حكامة جيدة للقطاع: و ذلك من خلال انتشار المعلومات المتعلقة بالتلاميذ و التلميذات و بالأساتذة و الأستاذات و بالمؤسسات التعليمة أولا في الوزارة الوصية، وثانيا في المصالح الخارجية للوزارة، ( النيابة الإقليمية و الأكاديميات الجهوية). إشراك الأسرة في عملية تتبع المسار التعليمي للتلميذ(ة): و تمكين الآباء و أولياء الأمور من رصد مسار أبنائهم الدراسي عن قرب و تتبع كل الفترات التي تمر منها العملية التربوية سواء في أوقات التعلمات أو عند التقويم، و أيضاً تتبع الأسرة لمكامن التعثر التي يعاني منها الأبناء و البنات للتدخل في الوقت المناسب. ماذا عن السلبيات : فيمكننا أن نذكر من بينها: عدم تمكن بعض الأساتذة و الأستاذات و المديرين و المديرات من التعامل مع العالم الرقمي: سواء تعلق الأمر بعدم امتلاكهم تقنيات التعامل مع الحاسوب، أو لتواجدهم في الوسط القروي حيث ينعدم الكهرباء أو تغيب شبكة الأنترنيت. - إغفال الجانب الإعلامي للتعريف بالمنظومة و بإيجابياتها: مما سبب سوء فهم للمنظومة من طرف التلاميذ و التلميذات و آباءهم و أمهاتهم و أولياء أمورهم و أشعل نيران الاحتجاجات بين صفوف التلاميذ و التلميذات. ولهذا الغرض تشكلت خلية لليقظة ترأسها السيد النائب شخصيا وقامت بزيارات لكل المؤسسات التأهيلية ، وقدمت عروضا توضيحية للتلاميذ والأساتذة ووزعت مجموعة من الوثائق الشارحة للبرنام مما لاقى استحسانا من التلاميذ والأساتذة . وحد من ما راج من مغالطات حول البرنام وأرجع الأمور إلى نصابها . وللإشارة فقد ساهمت أطر التوجيه التربوي بفعالية عالية ومسؤولية في إنجاح الحملة الإعلامية المصاحبة لبرنام مسار . كلمة أخيرة ختاما وهكذا ،وبعد إصدار نتائج الدورة الأولى عن طريق برنام مسار ، يمكن القول ، أن عملية التنزيل تمت بنجاح ، وهو ما يساهم في تيسير العمليات التدبيرية والإدارية والتربوية ، فالبرنام في حد ذاته وسيلة للإشتغال وليس غاية . وهو يضم شقين الأول المنظومة المعلوماتية : من خلال أربع مراحل ، تتعلق الأولى بتدبير الدخول المدرسي ، والثانية بتقييم التلاميذ ، والثالثة بالإحصاء ، والرابعة بالموارد البشرية والزمن المدرسي . الثاني الخدمات الإلكترونية : يمكن الإدارة من تدبير موقعها ، ونشر أنشطتها من جهة ، ويمكن الأباء من التواصل مع المؤسسة . كما أن باب التواصل والحوار مفتوح ، خصوصا مع التلاميذ ومديري المؤسسات والأطر التربوية، من أجل ملاحظاتهم وحاجياتهم وتقديم الدعم التقني لهم ، بخصوص هذه المنظومة، التي شدد الأستاذ زمهار على أنها تعتبر نقلة نوعية للنظام التعليمي المغربي.