المسائية العربية مراكش اعتقلت بمدينة مراكش امرأة كانت تنتحل صفة برلمانية للإيقاع بالراغبين والراغبات في الهجرة إلى اروبا والشرق الاوسط من أجل العمل، وكانت تستعين في جلب الزبائن والتعريف بالامكانيات التي تتوفر عليها المرأة لتسهيل تسفيرهم واحدة من بناتها، إلى جانب وسيطة. خدعة تمكنت من خلالها المرأة وهي أم لثلاثة اطفال من النصب والاحتيال على عدد كبير من الفتيات، وكانت تتقاضى مقابل ذلك بين 10 آلاف درهم وثلاثين ألف، كتسبيق، ولطمأنة الزبون وإبعاد الشكوك من رأسه، تضع رهن إشارته شيكات بالمبلغ، وتطالبه بالاحتفاظ به إلى حين تسليمه لعقدة العمل. إحدى الضحايا، وبعد ترددها على منزل المرأة، وضيق صبرها بعد علمها أن المرأة لا علاقة لها بالبرلمان، واكتشافها لعدد من الضحايا الذين أغرتهم "البرلمانية المزيفة" بوعودها وتسويفاتها، فقررت وضع حد لهذه المهزلة، فتقدمت بشكاية في الموضوع، الشيء الذي سمح برصد تحركات المرأة وابنتها والوسيطة، وايضا تتبع الخيوط، واعتقال المتهمين وتقديمهم للعدالة بتهم النصب والاحتيال واصدار شيكات بدون رصيد. ويذكر أن ضحايا النصب والاحتيال ممن دفعوا المال من أجل عقد عمل بدولة أروبية يعدون بالعشرات والمئات، وحكاية توفير الشغل، وبيع عقد عمل، وضمان الحصول على تأشيرة أضحى أسلوبا قديما ومعروفا لذى اغلب الناس،ومع ذلك، فالضحايا يقعون، والحكاية تتجدد باستمرار، والسؤال الحقيقي هل الضحايا يمكن وصفهم بالسدج، أم أن الأزمة الخانقة التي يقع في براثنها الباحث عن الشغل هي التي تفقده القدرة على اتخاذ القرار المناسب،والتفكير الرزين قبل الإقدام على خطوة مجهولة العواقب، فالباحث عن شغل كالمريض الذي يبحث عن العلاج خارج وصاية الطبيب، فكل من نصحه بوصفة أقدم عليها، وقد يتنقل بين الأعشاب الطبيعية، والادوية الكيماوية، ولا يراجع ذاته إلا بعد فوات الأوان، حيث إذا كان يشتكي من عضو انتقل المرض ليشمل باقي الأعضاء، نفس الامر بالنسبة للعاطل، فقد يسأم حياة العطالة ويحلم بمنفذ يمكن ان يحسن وضعيته الاجتماعية والاقتصادية، ويضمن له سبل العيش الكريم، فبمجرد ما يعلم أن شخصية نافذة، تقوم بتوفير عقود الشغل، وتسهر على تهجير الشباب إلى الفردوس الأروبي، حتى يبادر بالاتصال بها وإبداء رغبته في تلبية الشروط والطلبات، وبالتالي يتحول إلى صيد ثمين.