لن يمر أسبوع في المغرب من دون أن نسمع عن شباب غرقى ضحايا البحر,وهؤلاء الضحايا ليسوا سوى شباب الهجرة السرية,هذه الظاهرة ليست بالغريبة عن المغاربة فهي أصبحت متنفسا للشباب الراغب في تحقيق أحلامه التي من المستحيل تحقيقها في المغرب أو أجمل بلد في العالم كما يحلو للبعض أن يسميه.بل يجد معظم الشباب الهجرة عبر القوارب الحل السهل والسريع للوصول إلى ضفة الفردوس الأروبي,فغالبا ما يتخد الشباب الشواطئ الشمالية للملكة ,بداية إنطلاقهم نحو أروبا,إضافة لمافيا الهجرة السرية التي تتخد من تلك الشواطئ مراكز لها, حيث تستقبل فيها المغاربة وكافة المهاجرين الأفارقة الراغبين في الوصول إلى الفردوس الأروبي. وفي كل الحالات تجد معظم الشباب يبحثون بشتى الوسائل وكل الطرق في كيفية الحصول على على ثمن تذكرة العبور عبر قوارب الموت,فمنهم من يلجأ إلى بيع كافة ما يملك سواء أشياءه الشخصية أو لوازم أفراد أسرته رغبة منه في جمع مبلغ تأشيرة السفر نحو القارة العجوز. وهناك صنف أخر يعمد إلى السرقة أو الأقتراض من الأهل أو الأصدقاءأو أحد معارفه,كل ذلك طمعا في ركوب الأمواج عن طريق قوارب الإنتحار أو الموت وفي غالب الأحيان يصل من هم أوفر حظا إلى شاطئ النجاة ومنهم من يلقي حتفه في البحر ويكون مصيره داخل بطن القرش الذي لا يعرف الرحمة. أما في ما يتعلق بكارثة جد معقدة وهي أن جل هؤلاء الشباب والمغاربة على الخصوص يقعون ضحية سهلة في أيدي سماسرة و تجار الهجرة السرية ,الذين بدورهم يتخدون هذه من الشباب كفرائس لهم , وبمجرد ما يسلمهم الزبون أو الضحية المبلغ الذي يقترحونه عليه,تبدأ المعاناة الحقيقية وهي إختفاء السمسار عن الأنظار بعد أن يكون قد ضرب لهم موعدا للعودة من أجلهم. وهناك بعض الحالات التي بمجرد ما يصل هؤلاء إلى سواحل أروبا تفاجئهم شرطة السواحل الإسبانية وتلقي القبض عليهم ويتم إعادتهم من جديد إلى المغرب قبل أن تطأ أقدامهم ولو لساعة واحدة شواطئ الفردوس الأروبي وتذهب أحلامهم سدى. ومن هنا تجدر الإشارة إلى أن الدولة المغربية فشلت نوعا ما, في مكافحة الهجرة السرية, وأثبثث كافة التجارب التي نهجتها عدم نجاحها,لذلك يجب على الحكومة المغربية التي بالمناسبة رئيس وزرائها هو (عباس الفاسي) أن توفر لهؤلاء الشباب مناصب شغل فلا يعقل أن يبقى الحال هكذا للأبد,من واجب الدولة المغربية أن تحفظ كرامة هؤلاء الشباب من أيادي سماسرة مافيات الهجرة السرية,عبر مكافحتهم وتقديمهم للعدالة والزج بهم في السجن. وأخيرا من الضروري لمحاربة الهجرة السرية توفير فرص الشغل وتشجيع الإستثمار والمستثمرين,فالمغرب ولله الحمد غني بالموارد الطبيعية المهمة والثرواث الفلاحية لهذا ما ينقصنا هو كيف نستغل هذه الوارد وتطبيقيها على أرض الواقع,طبعا انت يا حكومتنا الموقرة. وكل عبور وأنتم يا شبابنا بألف خير.