أصبحت الهجرة إلى بلد غربي آخر هي حلم كل شاب مغربي يأمل في تحسين أوضاعه المعيشية، خاصة مع ازدياد نسبة الفقراء والبطالة. وتؤكد بعض الأرقام أن نسبة البطالة في المغرب قد وصلت إلى 67%، وأن أكثر من 20 مليون ويقدر عدد المهاجرين المغاربة الشرعيين في دول الاتحاد الأوروبي بحوالي 2‚1 مليون مواطن، منهم 500 ألف مغربي في فرنسا، و274 ألف في هولندا، وفي أسبانيا يوجد 116 ألف مغربي، وفي بلجيكا 106 آلاف مواطن، أما ألمانيا فيبلغ عدد المهاجرين المغاربة بها 104 آلاف مواطن، أما كندا فيوجد بها 60 ألف فرد مغربي، وفي أستراليا يوجد أقل أعداد للمهاجرين المغاربة؛ حيث يقدرون ب 500 فرد، أما الولاياتالمتحدة فيوجد بها 85 ألف مهاجر مغربي، ومعظمهم في ولايتي كاليفورنيا وتكساس. وبالنسبة للمهاجرين المغاربة إلى البلدان الغربية بشكل غير شرعي فلم يتم إحصاؤهم أو تقدير نسبتهم. وفي إحصاء أنجزته جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية تبين أن مشروع الهجرة يتكون منذ الطفولة ليتحول إلى هاجس في مرحلة البلوغ؛ إذ أجاب 71% من الشباب الذين لا يملكون دخلا مستقرا أن حياتهم وضيعة، وأنه لن يقع تحسن في أوضاعهم في ظل الظروف التي يعيشونها. ن تزايد الغموض الذي يكتنف مستقبل الشباب يفسر الرغبة في الهجرة؛ فمعظم الشباب يرغبون في زيارة أوربا، ويعتقدون أن مصيرهم فيها سيكون أفضل، والغريب أن 62% من الذين استجوبتهم الجمعية عبروا عن استعدادهم للمخاطرة بالذهاب بدون تأشيرة إلى أوربا كمهاجرين سريين. ويرى الباحثون في ملف الهجرة أن هناك عوامل تحفز الشباب للهجرة تتجلى أساسا في صورة النجاح الذي يظهره المهاجر عند عودته إلى بلده لقضاء العطلة، حيث يتفانى في إبراز مظاهر الغنى: سيارة، هدايا، شراء العقار وغيرها، عامل آخر يتمثل في تأثير الإعلام على الشباب خاصة البرامج التي تظهر الحياة في أوروبا مما يتولد لدى الشاب رغبة في أن يعيش في أوروبا.علاوة على القرب الجغرافي من أوروبا حيث أن الشاطئ المغربي لا يبعد عن الشاطئ الإسباني إلا ب،14 كيلومتر. كل هذه العوامل تغذي الرغبة في الهجرة، وهذا النزوح هو أقوى عند الشباب كما تدل على ذلك مختلف المسوح التي أجريت في هذا الشأن في دول المغرب العربي والتي تبرز بعضها أن الرغبة في الهجرة في المغرب موجودة عند 19% من السكان النشيطين وهي أعلى عند الطلبة حيث تبلغ 54%.