المسائية العربية : مراكش ظلت ساحة جامع الفنا عبر العصور محط أنظار العالم، وبلغ الأمر بالحكم على من زار مدينة مراكش ولم تطأ قدماه الساحة، أن يعتبر ضمن من ليس لهم حظ في زيارة هذه المدينة العريقة،بل واهتدى المنافسون للمغرب سياحيا وسياسيا ان ينفروا السائح الأجنبي من زيارته للمغرب انطلاقا من الساحة، حيث منهم من وقف عند دعارة الأطفال، أو النصب والاحتيال على السائح، أو استعمال مواد مضرة للصحة في مادة الحنة التي تزين بها الأيادي والأرجل والأكتف، وغيرها من المتبطات التي تستهدف النيل من سمعة البلد، والتشكيك في خصوصياته و عظمته وعلو شأنه، وبلغ الأمر بأعداء الوطن أن يفكروا في القضاء على السياحة نهائيا بتفجير مطعم في قلب الساحة، وقتل أبرياء ظلما وعدوانا. كل هذه المكائد والإشاعات المغرضة لم تزد الساحة العالمية إلا إشعاعا وإقبالا واسعا، حيث أصبحت زيارة ساحة جامع الفنا في الغرب موضة ومبعث افتخار واعتزاز، وكان لها شرف التصنيف كثراث شفهي إنساني من طرف منظمة اليونسكو. هذا وحسب مجلة بلادكم فقد اختار الموقع المتخصص في الأسفار " lonely planet " ساحة جامع الفنا بمراكش كثالث أجمل ساحة عالميا من بين عشر ساحات عالمية، ضمن برنامج يسميه " أفكار الأسفار " لاقتراح توصيات لسياح العالم حول الأماكن الثقافية والتقليدية حول العالم. ساحة جامع الفنا تفوقت في هذا التصنيف على كل من ساحة ستانيسلاس بمدينة نانسي بفرنسا، حيث احتلت المركز الرابع، وساحة مايور بسلامانيك بإسبانيا التي جاءت خامسة، متبوعة بالساحة القديمة ببراغ بجمهورية التشيك، التي تفوقت على الساحة الكبيرة ببلجيكا التي جاءت في المركز السابع، ثم ساحة زوكالو بمكسيكو ثامنة، لتأتي ساحة الإمام بأصفهان في المرتبة السابعة، ثم الساحة الحمراء بموسكو متذيلة الترتيب باحتلالها المرتبة العاشرة. هذا في وقت تم تصنيف ساحة السوق الكبير بمدينة كاراكوفي ببولونيا كأحسن الساحات العالمية، متبوعة بساحة سان مارك بالبندقية بإيطاليا التي حلت ثانية، وساحة جامع الفنا بمراكش التي حلت ثالثة، والوحيدة، لتكون بذلك الساحة الوحيدة في العالم العربي والإفريقي التي شملها هذا التصنيف.