الدار البيضاء كما دأبت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، مند تأسيسها يوم 29 يناير 1999، على المساهمة الفعالة والمتميزة في سبر أغوار مختلف القضايا، التي تهم الشأن العام المغربي في جميع المستويات، شهد المركب الثقافي حسن الصقلي، بسيدي البرنوصي بمدينة الدارالبيضاء، مساء الجمعة 14 دجنبر 2012، يوما مشهودا، تجلى في تنظيم ندوة فكرية، بتعاون مع مجلس عمالة الدارالبيضاء، حول موضوع: "ما هو تأثير الجهوية الموسعة على التنظيم الجماعي والتنمية المحلية ..؟ " بحضور جمهور متميز من سكان ولاية الدارالبيضاء الكبرى. وفي مستهل هذا اللقاء، الذي يأتي في إطار شرح الأهداف والرهانات المرتبطة بهذا المشروع الحضاري الهام، والذي أشرف على ترأسه السيد فريد قربال، الأمين العام للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، تقدم الأستاذ محمد منصر، رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، بمداخلة قيمة، أوضح من خلالها بعض جوانب الجهوية الموسعة، كما أشار في مجرى تدخله إلى مدى إجابية الجهة على التنظيم الجماعي بالمغرب. ولم تفت بالمناسبة السيد الأمين العام للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الفرصة للتطرق للجوانب التي تميز مشروع الجهوية الموسعة، وما عسى أن تدره من فوائد ومزايا على المجتمع المغربي، قبل أن يخلص إلى طرح مجموعة من الخلاصات التي رآها أساسية، أعطى من خلالها إشارات بالغة الأهمية لها علاقة بالموضوع. وقد انتهت أعمال الندوة بفتح نقاش، شارك فيه مختلف الحاضرين، الذين أكدوا من جهتهم على أهمية مثل هذه اللقاءات في ترسيخ ثقافة التوعية، ودورها المهم في تسليط الضوء على عدد من القضايا الكبرى، معتبرين أن هذا اللقاء قد حقق المأمول والمتوخى، وعبر جل المشاركين على نباهة وجرأة أعضاء الأمانة العامة للنقابة، الذين أثبتوا مرة أخرى بشهادة الجميع أنهم أقوياء، و أنهم لم يتوانوا منذ اختيارهم الانخراط في صفوف خدمة الصحافة والرأي العام الوطني على حد السواء، في الفوز بقصب السبق في التنوير والتثقيف، ومواكبة التطورات التي تعرفها الأوراش الكبرى التي يشرف عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبهذا يكونون قد بعثوا برسالة مشفرة إلى الذين أخطئوا الموعد، مفادها أن حضورهم كعدمه، ورفضهم المشاركة التي أكدوها لم يغير ميزان القوى بالنسبة للجهاز الفاعل النزيه، ذو الحضور النقابي القوي. كما أنه خلال مرحلة المناقشة، لم تجد مجموعة من المتدخلين بدا من معاتبة ولوم ممثلي المواطنين، سواء منهم البرلمانيين، أو المستشارين الجماعيين، والذين هم المعنيون بالدرجة الأولى بالأمر، كما جمعيات المجتمع المدني على غيابهم، رغم أن الجهة المنظمة بادرت إلى دعوتهم رسميا دون استثناء، وقال أحدهم، إن عدم مشاركة الفرقاء السياسيين في هذا الحفل الكبير المهم تعد إهانة صارخة لناخبيهم، لأن الحضور مسؤولية كافة مكونات المجتمع المغربي، وفي الطليعة الذين يتحملون مسؤولية تمثيل المواطنين، الذين يظهر أنهم لم يستوعبوا بعد أن أكبر خطيئة يمكن أن يقترفها المرء في حق الشعب والوطن هي الاستمرار في الهروب. واختتمت أعمال الندوة التي عرفت نجاحا باهرا رغم تخلف بعضهم "الاختياري" بحفل شاي أقيم على شرف المشاركين، الذين تواعدوا فيما بينهم على إلزامية إعادة تنظيم مثل هذا العرس الفكري في رحاب حي سيدي البرنوصي المتعطشة ساكنته لمزيد من الوعي السياسي والتحسيس.