من المنتظر أن تحتضن مدينة مراكش يومي السبت والأحد فاتح وثاني شتنبر 2012 مهزلة رياضية أخرى تسمى البطولة الصيفية لأندية السباحة، وهي مناسبة لإعادة الوقوف على وضعية السباحة الوطنية في ظل التقهقر والتراجع الذي أصاب السباحة على وجه الخصوص، حيث أصبحت الجامعة الملكية المغربية للسباحة النموذج الأضحوكة والمهزلة بين باقي الجامعات، نظرا لوضعية تسييرها الاداري والمالي السيء. ويترقب المتتبعون أن يتواصل تدني المستوى إلى الحضيض لاعتبارات عديدة، منها تقسيم هذه البطولة ولأول مرة منذ إحداثها سنة 1996 إلى قسمين: أندية الشمال بفاس وأندية الجنوب بمراكش، إلى جانب مقاطعة العديد من الأندية لها وتفضيلهم عدم المشاركة، نظرا للوضعية المزرية والكارثية للتسيير الجامعي، والتي بلغت أوجها بعد اعتقال توفيق الابراهيمي رئيس الجامعة شهر يونيو الماضي، ووضعه في زنزانة انفرادية بسجن سلا في ما بات يعرف بملف فضائح شركة كوماناف، في انتظار استكمال البحث التفصيلي للمحكمة من طرف قاضي التحقيق وصدور حكم المحكمة في التهم المنسوبة إليه، والتي تصل عقوبتها إلى الاعدام، ومنها المس بالأمن الداخلي للمملكة، والتجسس على الوزير الأول ووزير النقل، والتخابر مع مخابرات دولة أجنبية، وتكوين عصابة إجرامية وتخريب موانئ ومنشآت اقتصادية وغيرها من التهم التي تم تضمينها في أزيد من 79 صفحة. وللتذكير، فقد سبق ل 18 ناديا من مختلف المدن المغربية أن وقعوا شهر ماي 2011 على عريضة تذكر رئيس الجامعة بالوضعية المزرية التي بلغتها السباحة الوطنية، وتطالبه بالرحيل ومغادرة دفة القيادة، وهو الطلب الذي تكرر في الجمع العام السنوي الماضي دون أن يجد له أذانا صاغية. هذا وإلى جانب العديد من الخروقات والاختلالات التي تتخبط فيها الجامعة المذكورة، ومنها عدم توصل السباحين برخصهم السنوية رغم انتهاء الموسم الرياضي، وعدم عقد المكتب الجامعي لاجتماعاته الشهرية وتقديم العديد من أعضائه وأعضاء اللجن المجمدة لاستقالاتهم، والغياب المطلق والكلي للتواصل مع الأندية، فقد طفت أيضا بعد اعتقال رئيس الجامعة العديد من المؤشرات الجديدة التي تزيد من التأكيد على الفساد المستشري بالجامعة، ومنها تعيين مديرة تقنية للجامعة وهي الأجنبية القادمة من فرنسا بمبالغ مرتفعة دون أن تتمكن طيلة سنة كاملة حتى من الاطلاع على وضعية التسيير الجامعي، فبالأحرى تسطير برنامج عمل أو تحديد هدف أو غاية، وهو ما عبرت عنه المديرة التقنية في شكايتها إلى وزارة الرياضة الفرنسية، وإعلان استقالتها من مهامها شهر غشت 2012، احتجاجا على التسيير الاداري والمالي السيئ للجامعة. واليوم تتقدم العديد من الأندية الوطنية بعريضة جديدة قامت بالتوقيع عليها وتوجيهها إلى وزير الشباب والرياضة من أجل إنقاذ السباحة الوطنية، وإعادة الروح إلى الجامعة، خصوصا بعد اعتقال الرئيس وفقدان باقي أعضاء المكتب الجامعي للشرعية لكونهم لم ينتخبوا في أي جمع عام ولم يصوت عليهم خلاله، وإنما قدموا بتزكية من الرئيس المعتقل دون احترام للقوانين الأساسية للجامعة ذاتها، حيث عمد إلى خرق العديد من الشروط القانونية من أجل إرضاء تابعيه وكسب أغلبية مزيفة وهو الخبير في صنع مثل ذلك على أعلى مستوى. وإلى حين عقد الجمع العام السنوي للجامعة، والذي سيكون ولا شك، عسيرا غير يسير، وعلى صفيح ساخن من المداخلات، عاشت السباحة الوطنية في صراعها مع الغرق والضياع، وكل عام وأنتم بألف خير.