بقلم : المختاري نور الدين تعتبر الحكامة الجيدة في الجماعات المحلية احد المحاور ذات الأولوية في تدبير الشأن المحلي خصوصا في ظل ما تتضمنه من تدبير سليم للمالية و الموارد المحلية . و في إطار الحكامة الجيدة استطاعة جماعة القصبة المشور- بمراكش أن تصبح مثالا متميزا على الصعيد الجهوي و الوطني حيث تعتبر الجماعة هي الأكثر هيكلة من حيث المشاريع و التدبير و ذلك بفضل رئيسها و مجلسها الحالي. فالجماعة عرفت في السنوات القليلة الماضية تطورات هامة في مختلف المجالات حيث خلقت المنطقة السياحية اكدال سنة 2001 على مساحة تناهز 100 هكتار و تعد هذه المنطقة الأبرز وطنيا حيث أنجزت بها عدة وحدات فندقية مصنفة و فضاءات للتنشيط السياحي و الثقافي و مطاعم ذات العلامة التجارية العالمية و بالتالي خلق ما يزيد عن 4000 منصب شغل و مازالت هذه المنطقة تستقطب مشاريع أخرى ستنمي المنطقة و تخلق المزيد من فرص الشغل . و على المستوى الثقافي و الاجتماعي و التاريخي ثم انجاز مشاريع مهيكلة ثقافية و تأهيل بعض المواقع الأثرية و التاريخية ك "متحف الخطارات" و "ساحة مولاي اليزيد" وحدائق متعددة بتجهيزات حديثة وكذلك خلق ممر سياحي يربط كلا من القبور السعديين و قصر البديع مع فك العزلة عن الساكنة فضلا عن انجاز بنيات تحتية بمواصفات دولية لتنظيم تظاهرات رياضية كبرى و مهرجانات ثقافية و موسيقية مهمة . و مؤخرا ثم إبرام اتفاقية بين الجماعة و مجلس الجهة و المعهد الوطني للبحث الزراعي و مؤسسة الثقافة الإسلامية باسبانيا تهدف هذه الأخيرة إلى انجاز مشروع إعداد وتهيئة و تأهيل حدائق اكدال وفتحها أمام السياحة الدولية و الوطنية فهذه الحدائق و حسب السيد رئيس المجلس الجماعي تعود إلى الدولة الموحدية و البالغة مساحتها 500 هكتار وتتوفر على مجموعة من المآثر التاريخية أما من جهة السيد رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية التي يوجد مقرها بمدريد فان هذه الحدائق تشكل إرثا تاريخيا و تضاهي الحدائق المجودة في غرناطة مع العلم أن هذه الأخيرة سجلت هذه السنة ما يناهز 7 مليون سائح . كما إن الجماعة ستعرف إحداث مرفق يعد من أهم المرافق و يتعلق الأمر بالمركز متعدد الاختصاصات بغلاف مالي يصل إلى 11 مليون و 500 ألف درهم وسيتوفر على مركز التأهيل المهني و دار الشباب و روض للأطفال و كذلك إنشاء دار المواطن ب 3 مليون درهم حيث ستفتتح هذه المرافق أمام الساكنة المحلية في القريب العاجل. فإذا استطاعة جماعة كانت ميزانيتها السنوية و مداخليها المالية هزيلة أن تحقق كل هذا الازدهار بفضل الحكامة الجيدة فما بالكم بالمجالس ذات الميزانيات الضخمة و التي لا توفر لساكنتها المحلية الظروف الملائمة.