لا داعي إلى التذكير بالتراجع الكبير لتوافد السياح الأجانب على مراكش في الظرف الراهن ... و كذا بالأزمة الحادة التي تعيشها فئات عريضة واسعة من تجار أسواق المدينة العتيقة المرتبطة معيشتهم بالرواج السياحي.. . كما لا داعي إلى التذكير بدرجة الاحتقان المتصاعد، في أوساط صغار التجار ، هناك، في أعماق أسواق مراكش.. . ناهيك عن الحروب المشتعلة بين أباطرة السوق القدماء منهم والجدد، لحسابات يعلمونها و يعلمها الله.. . فبالأمس خرجت زمرة من المرشدين، في إطار لا يمثلهم ، مهنيا، في تظاهرة بالشارع العام، ليطالبوا برحيل منذوب وزارة السياحة، لا لشيء ،سوى لأنه لم يساير أطماع البعض. واليوم يعتدي مرشد سياحي آخر، على حرية التجوّل، لمجموعة من السياح الإنجليز رُفقة مضيفتهم الإنجليزية أيضا، وذلك داخل أسواق مراكش فيعنفهم ويهدد مضيفتهم، وهي بالمناسبة، مستثمرة في مجال السياحة بالمدينة. وقد اعتبرت جهات من داخل السوق وبعض المهتمين بالقطاع السياحي الاعتداء على حق الناس في التجول بحرية حيثما شاءوا في البلاد، هو اعتداء أيضا على أسواق مراكش، هذه الأسواق المنكوبة حاليا، وذلك بحرمان السوق من زبناء، يتشوق صغار التجار و مستضعفوه للمس دريهماتهم؛ خصوصا ومكان الاعتداء هو سوق السطايلية، وهو بداية دكاكين الصغار... وقد تساءل تجار في سوق السطايلية عن المعنى من الاعتداء ومن موقعه؟ أهو اعتداء مدفوع الأجر؟ وبالتالي يوضع في خانة صراعات الديكة في السوق؟ أم هو اعتداء موجه لاستفزاز بؤساء السوق لينفجروا؟ وليسهل إخراجهم و اقتيادهم في المسيرة، التي تعمل إحدى جهات الصراع في السوق، على تنظيمها عمّا قريب؟ . ولمصلحة أي طرف أو أية قضية اشتغل هذا المرشد السياحي، بفعلته تلك المتعارضة مع القانون؟ علما أن القانون المنظم لمهنة الإرشاد السياحي لا يجيز للمرشد حق مراقبة نشاط الإرشاد السياحي بل أوكله للشرطة السياحية. وهكذا إذن، فعوض أن يتجول السياح في الأسواق ،ولعلهم يتبضعون فيستفيد الصناع التقليديون ، بالنتيجة، الأمر الذي من شأنه أن يخفف مسغبة يوم على بعض الحرفيين؛ فقد اقتادهم هذا المعتدي إلى مخفر الشرطة، بدعوى أن المضيفة الإنجليزية لا يحق لها أن ترافق أصدقاءها إلاّ بوجود مرشد سياحي مرخص له.