يعتبر المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته 46 من بين اهم المهرجانات التي شهدتها مدينة مراكش في السنين الاخيرة على مستوى الاخراج ، حيث لقيت العروض الفنية استحسانا كبيرا لذى الجمهور المتتبع للمهرجان خلال الفترة الممتدة من 29 يونيو إلى غاية 3 يوليوز 2011، وزادها جمالا وسحرا الأضواء الخلابة والمتناسقة مع الأسوار والابواب الشامخة لقصر البديع الأثري، إلى جانب إبرازها للموروث الثقافي والحضاري المغربي الاصيل وربطه بالتواصل الإبداعي الحديث ومسايرة العصر والتجديد. وحسب رئيس مؤسسة مهرجانات مراكش السيد كريم عشاق فهذه اللمسة الفنية هي ثمار مجهود الفريق الجديد لمؤسسة مهرجانات مراكش الذي وضع كل مؤهلاته وطاقاته منذ شهر يناير الماضي في خدمة المهرجان الوطني لفنون الشعبية بمراكش املا في ان يجعل من الدورة 46 للمهرجان حفلا مراكشيا ضخما مفتوحا على كل جهات المغرب ورحبا لاستقبال عدد كبير من زوار اقطار العالم. هذا ولإضفاء لمسة جديدة على الدورة 46 عمد المنظمون إلى انشاء قرية خاصة بالمهرجان ، وذلك بهدف رفع مستوى المشاركة الجماهيرية ولتأكيد هذا التحول انطلاقا من كونها فضاء للتفاعل الفني والتشارك الثقافي باحتواء القرية على ثلاث خشبات للعروض، وفضاءين للمطعمة، ناهيك عن تنظيم فضاءات للورشات التربوية ومعارض وندوات ، الشيء الذي سهل على الجمهور التواصل المباشر مع فنانيه على امتداد خمسة أيام. وتجدر الإشارة إلى أنه ورغم الإيجابيات التي سجلت على المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته 46 ، إلا أن هناك مؤاخذات على المهرجان حيث نجد أن الفترة الزمنية المخصصة للمهرجان تعتبر جد قصيرة ، كما أقصيت مجموعة من الساحات التي كانت مسرحا للعروض الفنية في السابق" ساحة جامع الفنا،باب دكالة، المحاميد..، والتي كانت بمثابة احتفال تعيشه مدينة مراكش بكل أطيافها ، وفرصة لذوي الدخل المحدود والفقراء لأستراق لحظات فرجة مجانية ، خاصة في هذا الظرف الذي يتسم بنوع من القلق ، كما أن تفويت الفرجة على شريحة عريضة من المواطنين يتناقض والشعار الذي رفعه المنظمون والمجسد لقيم التسامح والتضامن والترحاب وقبول الآخر، خاصة بعد الحدث المأساوي الذي عرفته مدينة مراكش من جراء الانفجار الذي تعرضت له مقهى اركانة بساحة جامع الفنا يوم 28 أبريل الماضي.