للمسائية العربية كتب: محمد بسام جودة أربعة أيام ونحن نتابع برنامج قناة الجزيرة القطرية وبرنامجها "كشف المعلن " والذي عرضت فيه هذه القناة بما أسمته خفايا واسرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وجلساتها ،حيث قسمتها الي أربعة محاور توزعت علي ملفات )القدس ،اللاجئين، التنسيق الامني،الحرب علي غزة وتقرير غولدستون ( وقد كان واضحاً للمشاهد مدي وقوف الجزيرة في برنامجها ضد السلطة الوطنية وحركة فتح والمشروع الوطني الفلسطيني برمته ،وقد ظهر ذلك جلياً من خلال تجنيها علي الواقع ومحاولة تزوير وتزييف ما ورد في هذه الوثائق لتصب في مصلحتها ومصلحة من يتساوق معها وسياستها الرخيصة الهادفة لتشويه الموقف الفلسطيني وزرع بذور الفتن في أوساط شعبنا،خاصة أن الفترة الزمنية لتوقيت هذا البرنامج وبث هذه الوثائق يضع أكثر من علامة استفاهم حول مرامي وأهداف قناة الجزيرة من هذا الفعل ،لاسيما وان ذلك يتزامن مع ما تتعرض له منظمة التحرير والسلطة الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني من هجمة غير مسبوقة تقودها اسرائيل والولايات المتحدة لموقفهم الرافض للمفاوضات في ظل استمرار الاستيطان وعدم التقدم في أي مسار من مسارات التفاوض . واللافت للنظر أن هذه الحملة وهذا الافتراء والتضليل الذي توظفه الجزيرة للهجوم علي السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لم تجد ما يوازيها ويتصدي لها في الاعلام الفلسطيني بشكله المنظم والمتكامل والموحد القادر علي فضح وتعرية وكشف زيف هذه القناة ،ونقول ذلك بكل أسف ،فصحيح أن هناك مجموعة من المواقع الاخبارية الفلسطينية الحزبية كالتابعة لحركة فتح وبعض المواقع المستقلة القريبة منها، وعدد من الكتاب وأصحاب الرأي اللذين يؤيدون ويناصرون حركة فتح والسلطة ،قاموا بردات فعل تلقائية وعشوائية علي هذا العبث وهذه الهجمة القذرة من الجزيرة علي شعبنا ومشروعه الوطني ،وهذا الجهد المتواضع هو جهد أسهم الي حد ما في الرد علي ما أقدمت عليه الجزيرة ولكنه لم يرتقي للمستوي الذي أهدرت فيه هذه القناة كل القيم المهنية وضربت فيه كل الاعتبارات السيادية للسلطة الفلسطينية ولرئيسها وألقت بالفتنة علي شعبنا . ولو نظرنا لطبيعة الرد المنوط بممثلين حركة فتح علي هذه الهجمة المسعورة كونها تساق ضدها بالدرجة الأولي لوجدنا ان الخطاب الفتحاوي تحديدا كان متشعباً وغير متكافيء وقوة هذه الهجمة ،لا من حيث الناطقين الرسميين باسم الحركة ولا من حيث الاشكال والادوات لصد هذه الحملة الغوغائية وتعريتها وكشف زيفها ودحض افترائاتها. حتي نقابة الصحفيين والتي اسميها نقابة "الصحافين " بعد هذه الهجمة لم تقم بدورها وواجبها ومسؤوليتها كإطار نقابي رسمي للعمل الصحفي والاعلامي الفلسطيني، بالرد علي هذه الحملة الدنيئة والخبيثة التي تقف ورائها قناة الجزيرة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وسلطته الوطنية ،والتي من المفترض أن يكون لها موقف ورد واضح وقوي ازاء هذه الفوضي الاعلامية الهمجية للجزيرة ومحاولة تضليلها لشعبنا وتجنيها علي مشروعنا الوطني ،وقلت هنا نقابة "الصحافين" ليس من باب التهجم عليها ،بل من باب الخشية من أن تصبح هذه النقابة مجرد شكلاً بلا فعل، تذكرني بوزير الاعلام العراقي السابق "الصحاف" ،والذي كان رحمة الله عليه يطل علينا قبل دخول الامريكان للعراق عبر وسائل الاعلام ويقول "لو أقدموا وضربوا العراق سنذبحهم مثل العلوج" ،وهذا التشبيه أري فيه نقابة الصحفيين ،التي هاجت وثارت علي المجموع الصحفي والاعلامي الفلسطيني من أجل الاعتراف بشرعيتها وعدم التعدي عليها،وحينما تتطاول وتتعدي وتسلط احدي المؤسسات الصحفية والاعلامية لبلد أخر سيوفها علي رقاب شعبنا وقيادته ،نجدها مكتومة الصوت ،متفرجة ،هاربة.) للحق فقط بعض الاجتهادات الذاتية من قبل احد أعضائها أقول هذا ليس من باب التشفي أو التجريح لأحد بل من باب الحرص الشديد علي ضرورة وجود جسم اعلامي قوي ومتكامل وموحد لحركة فتح يعبر ويدافع عنها وعن المشروع الوطني الفلسطيني ،في الوقت الذي تنظم فيه عدة أطراف حملات اعلامية مسعورة بشكل منظم ومدروس للنيل من عزيمة شعبنا وقيادته ، وقد حذرنا من ذلك أكثر من مرة ، وكان في كل مرة يقال لنا سنعمل وسنغير وسنجتهد والنتيجة صفر . وهنا لابد من مطالبة الرئيس محمود عباس ،بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيساً لحركة فتح والسلطة الفلسطينية ،بضرورة اعادة النظر في الماكنة الاعلامية للحركة والسلطة ،والعمل علي تشكيل وبناء جسم اعلامي منظم وفاعل وموحد وقوي ذات امكانات حقيقية تكون مرجعيته للرئيس أو من يفوضه بذلك، يجابه كل المحاولات الخسيسة للنيل من مشروعنا الوطني ويدافع عن الشعب الفلسطيني وقيادته ،فكفانا النظر لاصابع اليد ،وكأن الموجودين لا يوجد غيرهم ،فقد سئمنا من هذا المعيار.