ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اما بعد .........فكيف حال المخيم....اااات ؟؟


رضوان عبد الله
عندما رغبت بكتابة مقالة او موضوع إحترت عما ساكتب لان افكارا كثيرة تراودني وتداخلت الامور بعد ان تشعبت التناحرات داخل جزيئات دماغي .فقد تناولت بالماضي كثيرا من الامور ولا احب ان اعيدها بتكرار الموضوع وبتشعب الفكرة و البنيان والصياغة ولم ارغب ان تتقطع الافكار السابقة دون ان يكون لها متابعة ولن ازيد مما هو مكتوب على صفحات كثيرة و مهمة من مجلات و صحف فلسطينية و عربية وحتى دولية تناولت المخيم او المخيمات خصوصا في لبنان
و من عدة زوايا تربوية كانت او صحية او خدماتية ولربما دبلوسياسية او سوسيواجتماعية حتى وصل الامر بمن يريد ان يركب موجة يتناول موضوعا فلسطينية هو دسم لان الموضوع يتعلق بفلسطين و يتناوله (بابعاده المحلية و الاقليمية و الدولية ) و كما يقول و ينسبه الى مصادر موثوقة تكون في اغلب الاحيان تسريبات من سياسي هو قريب او زميل له او صديق او ربما وسيط او متوسط او عارف او ( ابو العريف ) و يتضح للمتتبع بعد فترة ان التحليل كان غير معقول و لا منطقي ونتيجته عبثية ان لم تكن سلبية بالمطلق ، ويضيع من فترة الى اخرى القارئ العادي و المحلل البسيط لاوضاع شعبنا و الذي لا حول له ولا قوة الا ان يركض وراء الخبر كي يحافظ على نفسه و حياة عائلته ان كان يسكن في المخيم او جواره و الخبر يركض امامه او وراءه ، وجل همه الحفاظ على تلك العائلة المسكينة التي تبغي فقط الامن و السلام على المستويين السياسي و الاجتماعي بما يشملان من هم معيشي و حياتي و اجتماعي و صحي و خدماتي و نفسي .
بالنسبة لشعبنا فتعتبر قضية اللاجئين القضية الأساسية في سياسة منظمة التحرير الفلسطينية من حيث التمثيل الشرعي و تاتي الاونروا و الدول المضيفة من حيث النواحي الاغاثية و الخدماتية و الحقوقية والانسانية كلها ... ومنذ توقع اتفاقية اوسلو اصبحت قضايا اللاجئين ضمن نطاق جغرافيا السلطة الوطنية الفلسطينية من ضمن سياسة تلك السلطة ايضا.
فهي القضية المركزية ، فبعد 62 عاما على الشتات الفلسطيني ، أصبح عدد لاجئي 1948 ونازحي 1967 ما يقدر ب(7) ملايين فلسطيني في أنحاء العالم المختلفة . وهذه الأعداد من اللاجئين موزعة على أكثر من (132) دولة بمن فيهم أولئك الذين يعيشون تحت سيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وأولئك الذين يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي في أراضي 1948 . مع هذا فقضية اللاجئين الفلسطينيين ليست قضية أرقام وتعداد فقط ، وإنما تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني باستعادة دياره وأملاكه وحصوله على استقلاله .فالعودة للوطن بالنسبة لهذا الشعب هي العودة إلى أراضي الأجداد ،الأراضي التي كانت ملكه وأخذت منه عنوة من قبل آخرين جاءوا من أقاصي الأرض مدعين أنها ملكهم .
لقد شردت الحركة الصهيونية في العام 1948 ما يقارب المليون فلسطيني وجعلتهم لاجئين . ولقد تضاعف هذا العدد خلال (62) سنة الماضية ليصل إلى ما يقارب (7) ملايين. وهذا ثلثي العدد الإجمالي للشعب العربي الفلسطيني والذين دمرت قراهم وصودرت أراضيهم من قبل الدولة الصهيونية التي منعت عودتهم إلى منازلهم وممتلكاتهم الأصلية حتى يومنا هذا حيث يعيش معظم لاجئي المخيمات ، وبالتحديد أولئك الذين يعيشون في لبنان وفي الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وفي قطاع غزة ظروفا قوامها الضنك والحرمان . وتعتبر حالتهم المعيشية الاسوا مقارنة مع باقي اللاجئين فمنهم من هاجر للمرة الثانية أو الثالثة . فقد أصبحت المأساة قصة مألوفة بصورها وأفلامها التي تفوق التسجيل الشفهي والمكتوب . ولعله يكفي القول أن ما نطلبه الآن هو تخفيف المأساة والمعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون من خلال تطبيق قرار (194) والذي ينص على: أن الجمعية العامة " تقرر وجوب السماح بالعودة ،في اقرب وقت ممكن ، للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم ، ووجوب دفع التعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر ،عندما يكون من الواجب ، وفقا لمبادىء القانون الدولي والإنصاف ، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسئولة" .
فهذه المعاناة الرهيبة التي تخص عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين تجعل من مسالة هؤلاء مسالة أساسية تقع في صميم السياسة التي تتبناها منظمة التحرير الفلسطينية ، ونظرا لأهمية ذلك فقد أسست منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1987 دائرة شؤون اللاجئين تختص بكل ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في فلسطين وفي الشتات . و قد بادرت دائرة شؤون اللاجئين منذ البداية إلى إنشاء لجان شعبية في المخيمات تشكل على قاعدة الوفاق الوطني ، بحيث تكون هذه اللجان ممثلة للتجمعات والتشكيلات المختلفة في المخيمات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو مهنية .
في لبنان كما في اي بلد آخر يختلف عدد سكان المخيم من واحد الى آخر لكن جميعهم بالهم سواءُ ، وسكانهم منهم من هو لاجئ و منهم من هو نازح اي مسجلين او غير مسجلين في سجلات وكالة الغوث ،وقليل من سكان المخيمات غير لاجىء أتوا للسكن في المخيم اما سكان المخيم فموجودون فيه لعدة أسباب منها:
وجود المخيم ضمن حدود جغرافية محددة كبؤرة نضالية متكاملة .
للمحافظة على العادات و التقاليد والبلد الواحد.
لعدم وجود ضريبة على الخدمات لأنها تقدم من وكالة الغوث .
قربه من أماكن العمل في المدينة .
ارتباطات عائلية على مدى عشرات السنين .
أسباب أخرى:
هذا وقد شكل الازدياد في عدد السكان عبئا كبيرا على السكان وعلى وكالة الغوث بسبب :
1- لأنها تقدم خدمات عامة للمخيم تشمل غير المسجلين .
2- تقليص الخدمات المقدمة من قبل وكالة الغوث بسبب السياسة العامة للوكالة والتي تعود للنقص المتزايد في ميزانيتها .
مما أدى ذلك إلى ازدياد في المشاكل التعليمية , والصحية , والبيئية, والنفسية.
يعاني سكان المخيمات من العديد من المشاكل أهمها :
1- الناحية النفسية كونهم يسكنون في مخيم محدود الحدود و الخدمات .
2- البطالة ، حيث أدت إلى تفشي ظواهر سلبية عديدة من أهمها تفشي ظاهرة المخدرات.
3- مشاكل النظافة العامة حيث أن عدد عمال النظافة المقررين للمخيم (حسب النسبة المئوية للمسجلين ) لا يكفون وبالتالي لا يؤدون النتائج المطلوبة بسبب عدد السكان المرتفع من غير المسجلين في سجلات الوكالة .
4- وجود سيارة نقل واحدة للنفايات إلى المخيم بشكل يومي لا تكفي.
5- الشوارع الضيقة والبنية التحتية الفقيرة وانعدام الإنارة في الشوارع.
6 - شبكة المياه المهترئة والتي أتى عليها الزمن حيث نفذت هذه الشبكة منذ خمسينيات القرن الماضي ولم تجرِ لها إي عملية صيانة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم .و شبكة المجاري والتي نفذت منذ اكثر من عشرين عاما ودون الحد الادنى من المواصفات الفنية.
7- الاكتظاظ في المدارس مما أدى إلى تفشي ظاهرة التسرب من المدارس .
8- وجود الأطفال في الشوارع لعدم وجود ساحات وملاعب عامة.
9- عدم وجود مؤسسة محلية تقوم على رفع مستوى الخدمات المقدمة لسكان المخيم رغم ادعاء اكثر المؤسسات العاملة في المخيمات انها تقدم خدمات لتلك المخيمات و لكن كيف و اين هي ؟؟؟؟!!.
10- الاكتظاظ في المساكن مما يؤدي إلى مشاكل اجتماعية عديدة .
11- عدم إمكانية توسيع رقعة المخيم الأساسية .
12-غياب السلطة والقانون .
13- مشاكل أخرى.
اذن ، وفي لبنان تحديداً ، عندما نكتب عن المخيم ماذا يمكن ان نكتب ؟ عن التربية المتردية اوضاعها ولاسباب باتت بمتناول جميع العارفين ، ام نكتب عن الصحة المتعلعلة و بمعرفة الطبيب وغير الطبيب من الناس اجمعين ؟؟ ام نكتب عن الاعاقات التي بات كل من يريد ان يبكي علينا يقولون له عندنا في لبنان ما يربو عن ال 4500 معوق موجودين في تجمعات و مخيمات بائسة فقيرة و نريد برامج تطوير و دمج و توعية و .... بالنهاية تكون الاموال هي المرمى و الهدف الاسمى ، ولا اخفي سرا ان قلت بان عيادة قد تم التبرع لها من مؤسسة بمبلغ نصف مليون يورو قبل العام 2003 وبعد سنتين جاءت المستشارة كي ترى اين اصبح التطور وجدت ان العيادة على وشك ان تقفل ابوابها ، فماذا تستطيع ان تفعل تلك المستشارة الموكلة عن مؤسسة ممولة ؟؟؟ الجواب ليس عندي رغم اني اعرفه . اما العيادة فقد بقيت شبه عيادة و شعبنا هو المتضرر و للعلاج متضور .
تجارة المؤسسات باتت تقوم على شرائح تنتقى من فئات شعبنا ولا من يطور ولا من يحزنون ، فالمعوق على قارعة الطريق لا معين له و لا صديق ، والطالب بالمدرسة يصبح أميا بعد ان يتركها بسنة حتى لو كان قد وصل الى صف التاسع بها ، لانه لا يعرف فن القراءة لا بالانكليزية ولا حتى بالعربية ، اما المريض فانه يموت على باب مستشفى لانه لا يملك حتى صوتا يعرف عنه انه مريضا.
اما الاحصاءات التي تتراوح سياسيا و اجتماعيا وباتت تراوح مكانها دبلو- جنسيا و لأمور لا علاقة لها بعدد ابناء المخيم بالقدر الذي بات فيه الامر واضحا يتعلق بالتوطين و فزاعته و بالتجنيس و مراوغته مع فارق بين الاثنين الاول لانه يعني وطنا بديلا اما الثاني فانه يعني مواطنا رديفا يخدم الانتخابات كلها من المخترة الى الرئاسة بتشعباتها .
عندما نكتب عن المخيم ماذا يمكن ان نكتب ؟؟ عن الفصائل والتي تحضن لها مؤسسات رديفة ام نتحدث عن القبائل التي هي امّ تحنّ الى خبز الفصائل وتخبزه لها ، او ترانا يجب ان نتناول عمل (الفتايل) التي يلفها اصحاب الورق الابيض المتوسط الحجم و بتنا نمتلك اكبر منظومة صاروخية و اوكسترا متطورة جدا يجعلنا نغني وبكل جرأة لم نعهد مثلها من قبل لنقول ( اصبح عندي الان صاروخا ) بدل ما كنا نغني اصبح عندي الان بندقية .
فما الفرق بين ان امتلك صاروخا عن انني امتلك بندقية ؟؟ الفرق واضح فان البندقية هي رمز للتحرير و شعار للعزة و الدفاع عن الكرامة كما قال شاعرنا يومها من اجل فلسطين وتحرير فلسطين ( الى فلسطين خذوني معكم ) ، لانني ( عشرون عاما وانا ابحث عن ارض و عن هوية ) ، كما اكمل الشاعر و غنتها المطربة عينها ... ، وكانت البندقية تشرى مهما كان ثمنها ، ان لم يكن هناك ممول او متبرع او داعم . اما الان فان الصاروخ اشتريه بعد ان يتم التبرع بحشوة منه كموذج لي ولمرة واحدة فقط ، و لكنني ساضطر ان اشتريه دوما رغم انه يدمرني ، وسأتريه رغم علمي بانه يدمرني !! انه صاروخ النرجيلة ، وما ادراك ما النرجيلة وقد بتنا نراها في المنزل موضع اهتمام كل الاهل و قبل الخبز و قبل الاكل احيانا حتى لو كان صائمين .
هذه النرجيلة ربما تكون مراقبة في المنازل و لكنها على قارعة الطرقات لا نعلم ماذا اُلبِسَ على طربوشها المعسل او الملبس او المزهزه او .... حتى بات احد الاصدقاء يقول ان فلانا في المخيم الفلاني يبيع ورق السيجار الابيض اكثر من اي زمن مضى ( ولم يعد يلحّق بيع ) من كثرة الطلب على تلك الدفاتر الورقية التي يلفون بها صواريخ التحشيش كي ينسوا الهم و يغفلوا عن الغم ، و باتت الاغنية الشهيرة اصبح عندي الان صاروخا اشهر من اي اغنية يتغنى بها اهل المشرق و المغرب . ذلك الصاروخ الذي يذهب بعقولنا الى ما فوق النجوم و نحن قاعدون هنا على باب الزاروب الضيق او تحت سقف الزنكو المرقع بقطع من النيلون الذي استحوذنا عليه من خيم البلاستيك منّة من مزارع كريم او من مواطن حنون، كما نرى تلك العروس الممشوقة القوام تباع على مداخل الاسواق بانواع احجام واطوال من متعددة والالوان المزهوة و الموديلات المتغنجة وبصناعات عربية و اجنبية .
اذن ، بعد اكثر من ستين عاما اصبح لدينا صاروخا نتغنى به و يأخذنا الى ابعد بكثير من فلسطين فباتت فلسطين قاب نفسيّ نرجيلة اوادنى ، كل ذلك بفضل الصاروخ و نعمة من تلك التكنولوجيا الهوائية التي تذهب بعقولنا و نفوسنا و تريحنا حتى من هم الحفاظ على حياتنا و فلوسنا ، ان كان معنا فلوس ، بعد عدة صواريخ ترتفع اسعارها حسب انواعها و حسب اطوالها و حسب احجام حشواتها .
عوتبت كثيرا ، و حوربت اكثر... وتنمقت لي كل انواع المنافقين حتّى بت اشعر بأنني اتعاطى المعيشة يوميا مع لفيف من المنافقين الموجودين هنا و هناك وهنالك ، وتمنيت ان اكون في زمن لا اعرف به احدا ، و بات كثير من همي ان انقي القمح من الزوان ، و تذكرت مقولة استاذنا الكبير الاخ الحاج رفعت ( إذهب قبل فوات الاوان ) لانه قيل لي من أحد الأصدقاء خفّف وقيل لي من غيره خفّ عن فلان او فلانة ، وقلّل من الضرب على السجّاد فالغبائر تعمي قلوبنا قبل عيوننا ، اترك الخلق للخالق و دع ما لله لله و ما لقيصر لقيصر ، فالدين لله والوطن للجميع ، والكون الخربان لا يصلحه أنبياء الدنيا كلها ، وقيل لي الكثير الكثير ليس لأني مدّعي ولا يمكن ان اصلح كونا لوحدي بل كنت اجرّب قليلا من الاصلاح ولكن كيف و بتّ أحسب نفسي بكل خطوة سأكون فيها غلطانا ، وكما قال احد الشعراء ( فما بالك ان كنت تبني و هم يهدمون ) ؟؟ لماذا ؟؟؟
هل تعلمون لماذا ؟؟؟ لان المخيم بالاصل هو كيان سياسي مصغر و لجانه الوطنية بمجملها ، شعبية كانت او دينية و حتى تربوية او اجتماعية هي جزء من ذلك المكنون الذي يضم بين جدرانه المائلة ، و التي بكثير منها آيلا الى السقوط ، يضم الفقر والهم الحياتي والانساني والاغاثي لكل لاجيء القى مع بداية النكبة برحاله هربا من فقدان الامن حتى بات الامن كل همه و مجمل طلبه ، فمن يعيد له الأمن الآن ؟؟ لا أعني بالامن هو السلامة من الحرب فقط ، إنما الامن هو كل شيء يسلم فيه اللاجئ ( الامن المعيشي ، الحياتي ، الاجتماعي ، السياسي ، الحقوقي ، الوظيفي ) أي بمعنى الامن من الحرب و من الجوع و الفقر ، اما الجوع و الفقر فمقدور عليهما إن تأمَّن للاجيء فرصة العمل مهما كان علمه متدنيا او معرفته وسطى او حتى قليلة ، وليس الفقر عيب ، اما الامن من الحرب فهو متنوع لانها ربما تكون حربا اقتصادية او حربا اجتماعية او حربا سياسية او حربا متعددة الجوانب تغدو باللاجئ بحال و تصبح به حال اخرى ....لا يعلم مداها الا الله .
من يطالب بحل مشكلة اللاجئ المتربع على حدود بيته مجرور مياه آسن لا حول له ولا قوة لا برحيل من جنب جارٍ مزعجٍ و لا قدرة له ان يغطي جاره و يستر عيبه و يزيل عنه رائحة و منظر بشعَيْن ؟؟. من يرمم منزل لاجئ يسقط طوبة طوبة فوق رأس عياله في مخيم او تجمع ؟؟؟ من يسعف لاجئ تعرض لصعقة كهرو- مائية لاختلاط المواسير بالمجارير و الاسلاك الكهربائية ؟؟؟ من ينقذ لاجئ اضطرته السنون ان يعيش على طرف المخيم او التجمع الذي تحيط به بساتين مليئة بما كثر و فاق من حشرات و قوارض و افاعي ، اذا ما تعرض لعضة افعى لو لدغة عقرب؟؟؟ من و من و من ؟؟؟؟ من للاّجئ المتيَّم بحب وطنه يدله على الطريق الصحيح الى فلسطين ، يعلمه كيف يصطاد السمك ، او على الاقل كيف يستعمل الصنارة ؟؟؟ من لذلك اللاجئ المتيّم الى ان يتحوّل من متسول الى إنسان بكل معنى الكلمة له حق وعليه واجبات ؟؟؟ لقد حولونا الى لا مبالين بما يمكن ان يصيبنا من مصير محتوم و محسوم عليه بالعتمة و الظلام ، وبتنا متسولين على ابواب مؤسسات تحنّ علينا بفتات من الدراهم او الدولارات وبتنا كالايتام على مآدب اللئام بعد ان كنا لاجئين بل وكنا مناضلين .
هل هذه هي مخيمات اللجوء و الشتات ؟؟؟ هل هي هذا الفتات ؟؟؟ هل هوذا الرقم الصعب ؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.