ستنظم " ليالي شيوخ العيطة " خلال 3 أمسيات بمشاركة مجموعات العيطة من قلعة السراغنة والرحامنة ومراكش وباقي ألوان العيطة من أسفي وواد زم وبني ملال وسطات وغيرها , والتي ستعرض العيطة الأصيلة المتواترة عبر الأجيال وستتولى لجنة من شيوخ العيطة القدماء انتقاء اعرق القصائد الجديرة بالعرض خلال هذه التظاهرة. تقديم: يعتبر فن العيطة من أنماط الفنون الأصيلة الخاصة بالقبائل العروبية بالمغرب .وتختلف أنواع العيطة باختلاف القبائل وتارخها وتقاليدها .وموقعها الجغرافي فالعيطة المرساوية تعد من الفنون الخاصة بساكنة السهول الشاطئية أي محور مدينتي البيضاء وأسفي حيث قبائل الشاوية ودكالة وعبدة .غير أن محيط مدينة أسفي يمتاز بنوع خاص من العيطة وهي المسماة بالعيطة الحصباوية نسبة إلى الحصبة وهي منطقة بعبدة .كما أن هناك العيطة الزعرية والملالية والجبلية والحوزية وكلها تنتمي إلى القبائل المعنية في خصوصياتها من إيقاعات وأغراض وآلات عزف. وقد اختلف في تعريف تسمية العيطة غير أن الرأي الشائع والأقرب إلى الحقيقة هو الذي ينسب العيطة إلى النداء من لفظ العيط او التعياط باللسان المغربي الدارج ذلك أن العيطة بصفة عامة تأخذ شكل النداء وتعابير الأشواق والحنين إلى الجذور والأهل والأحباب والى الملاحم البطولية ورموزها التاريخية وقيم القبيلة وأمجادها والأدعية والتوسل إلى الخالق .وقد تغنت العيطة بالحب والجمال و التناغم مع البيئة وغيرها من الأغراض .كما أرخت لتاريخ القبيلة الصغير وللتاريخ الكبير للبلاد الذي أقحمت فيه هذه الأخيرة أو لعبت فيه دورا ما من خلال أحداث تركت بصماتها في الذاكرة الجماعية للمجموعات البشرية وتواترت أخبارها في أهم محطاتها عبر الأجيال ضمن أهازيج هذا التراث الأصيل الذي أصبح يعتبر من المصادر المعتمدة في إعادة كتابة التاريخ القريب للمغرب. والعيطة الحوزية تدخل في هذا الإطار وهي خاصة بقبائل أحواز مدينة مراكش: زمران ,الرحامنة , السراغنة ,حربيل والمنابهة .ومن خصوصياتها تقل حمولتها التاريخية من شواهد على أحداث ومعارك وصراعات على الزعامات القبلية عرفها حوز مراكش خلال فترة ما يسمى بزمن السيبة خلال دخول الاستعمار الفرنسي للمغرب ولحوز مراكش بصفة خاصة... كما أرخت العيطة الحوزية لمقاومة المستعمر وبلاء قبائل الجنوب في مواجهة جيوشه مما شكل ملاحم لازال يتغني بها إلى اليوم على لسان شيوخ وشيخات العيطة الحوزية . وموازاة مع هذه الأغراض فان هذا النوع من الفن الذي يمثل ويعد من أجمل واهم الوسائل التعبيرية للمجتمع الزراعي بحوز مراكش قد لازم أهم أعيان الحوز من قياد وأصحاب سلطة خلال الفترة التاريخية المذكورة ورافق صراعاتهم من اجل الزعامة والنفوذ ووصف بدقة متميزة الدسائس والتحالفات والمواجهات بين قبائل السهول من جهة وبين هذه الأخيرة وقبائل الأطلس المجاورة لها ... ولابد من التذكير أن العيطة الحوزية كباقي الأهازيج المغربية الأصيلة واكبت معركة الاستقلال في جميع مراحلها وحرضت على مقاومته وسجلت أهم المحطات البطولية التي رسمها رجال ونساء المقاومة الحقة وتضحياتهم من اجل الحرية والانعتاق والكرامة... غير أن هذا الفن الأصيل يعرف اليوم اندثارا وانقراضا ملحوظين بحكم زحف العمران على البوادي وعواقب الهجرة الداخلية والخارجية وانعدام العناية الضرورية باستمراريته.. وفي إطار المساهمة في الحفاظ على فنون العيطة الحوزية والعمل على تواترها , تنظم النقابة الوطنية للفنون الشعبية بشراكة مع مقاطعة جيليز وجمعية الأطلس الكبير والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة " ليالي شيوخ العيطة " وهي أمسيات تشارك فيها مجموعات العيطة الحوزية بجهة مراكش تانسيفت الحوز ومجموعات واردة من أقاليم مختلفة لفائدة جمهور وعشاق هذا الفن الأصيل والمهتمين والباحثين في مجاله الفسيح . برنامج المهرجان ستنظم " ليالي شيوخ العيطة " خلال 3 أمسيات بمشاركة مجموعات العيطة من قلعة السراغنة والرحامنة ومراكش وباقي ألوان العيطة من أسفي وواد زم وبني ملال وسطات وغيرها , والتي ستعرض العيطة الأصيلة المتواترة عبر الأجيال وستتولى لجنة من شيوخ العيطة القدماء انتقاء اعرق القصائد الجديرة بالعرض خلال هذه التظاهرة. وستشمل الأنشطة الموازية ندوة حول فن العيطة بمشاركة باحثين ومهتمين بهذا الفن الشعبي كما سيتم تكريم بعض رموز فن العيطة العريق اعترافا بمساهمتهم في تواتره وتشجيعا للمهتمين به من شيوخ وباحثين .