ألا أيهذا الطفل الذي قد كنته! تفرس في وجهي تر الأوتار من سحنتك تنز موسيقاها! وتملاني تبد لك الشموس، من مسامنا تركض خيولا نحو الثقب السود كي تراقص ظلالها، ثم تنفق باسمة كأنما هي كلاب سلوقية نفضت عن قرنياتها رؤية رؤى الردى، وامتدت صبغياتها تسبح في مياه الصدى. *** أيا هذا الطفل! نبت بي الليالي، حتى كدت لي تقول: "نبعي قد جف بأفول شمسك عن سمائي". *** أيا هذا الطفل! أمن قد كنت أناك! في السياحات، في المسافات، بين الدروب الجديدة الأعمار والإعمار، ووسط عرصات العلوم وأجمات الأشعار، لتكون لي أناي ، منذ السرب العريق، في المسير العميق، وقد تلبستنا ومضات الشحرور، واستوقدتنا اصطلامات العندليب، فاستنارت منا تأججات الهزار، واستوهبت منا إيتاكاها الشأبيب، لا تباعد خطاك عن خطاي! ودعها تتواصل رؤاك في رؤاي! *** أيا هذا الطفل! دوما عنك ها أشجر، أعسو أن تثمر عصافير عمري، وتحلق فواكه أناملي وخطاي ، إذ تغزر لوحات رسمي لموسيقاي، فلهذي الفضاءات بالخصيب من شجري تغمر، لأني إليك منك فيها أعبر، نرتمس فإذا الطهارة تطهر. فاعلم أني أنا ابن ابن تاشفين. قد تركت للوافدات والوافدين، على غديري وسمائي، أن يرتووا من مائي وهوائي، ويرتدوا كل الشموس والأقمار من كسائي، قائلين بمنارتي وفنائي، طاعمين لحمي، شاربين دمائي! واعلم أني أنا ابن ابن تاشفين، وقد أنلت الخالصات والخالصين أسرار مُداي وأمدائي، فإني لأعلي لهمو ثرياي لأنها ستهديهمو جوزائي، حتى يصعد فيهمو، كدرب اللبانة الفصيحة الخرساء، شجو لحني وعتيق نبيذي مع صفو غنائي.