يشتد البرد بمدينة مراكش، ويشتد معه معاناة الطبقات الفقيرة والكادحة والمشردين على الخصوص، هؤلاء الذين يبيتون في العراء تحت سقيفة مقهى ، أو بين جدران سوق ممتاز ، او داخل مواخير، وحدائق عمومية، لا مأوى يحضنهم، ولا آذان تسمع آهاتهم ، ولا ملجأ يحتمون به، وإذا كانت بعض الفصول المعتدلة لا تشكل خطرا على هؤلاء، حيث يكتفون بقطع الكارتون والبلاستيك والسمائل من أجل حماية أجسادهم العليلة من شدة البرد، إلا ان ذلك لا يعود ذي جدوى حين تقل درجة حرارة الطقس عن صفر درجة ، حيث تصبح حياتهم في خطر, إلى جانب هؤلاء نجد ايضا بعض دور المدينة القديمة، بالقصبة وسيدي ميمون وحي باب أيلان وباب دكالة وقشيش,,,, آيلة للسقوط، كلما هطلت قطرات الغيث إلا وازدادت مخاوف السكان من أن تهوى السقوف على رؤوسهم، وبعضهم يرمم الشقوق بالجير عسى أن يمنع القطرات من التسرب إلى الداخل، كما ئهيء الأواني التي تستخدم لإفراغ البيوت من الماء الذي يتسرب إليها بسبب اختناق مجاري مياه الصرف الصحي، أما بعض التجزئات الحديثة بحي المحاميد مثلا فهي ليست على أحسن حال حيث يعيش سكانها نفس الإكراهات بسبب ضعف شبكة مجاري الواد ، والإهمال الذي طال هذه التجزئات، فأصبح بعض الأحياء بها تشبه الجزيرات خلال هطول المطر, نتمنى أن يدرج المجلس الجماعي مصالح الساكنة ضمن أولوياته خاصة في هذا الفصل الذي نترقب فيه نزول الأمطار، وألأ ننسى أولئك المشردون الذين يبيتون في العراء لأنهم جزء من المجتمع، وكلنا مسؤولين عن حمايتهم وإنقاذ حياتهم من موت محقق، وعدو أسمه البرد القارص