هل يتهدد المغرب شبح انقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف القادم؟ سؤال يثير الكثير من الخوف في نفوس الصناعيين في الفترة الأخيرة، حيث يتحدث أحد رجال الأعمال في المنطقة الصناعية عين السبع بالعاصمة الاقتصادية، عن القلق الذي ينتاب الصناعيين من احتمالات حدوث انقطاعات في التيار الكهربائي، مما سيكبدهم خسائر كبيرة. إدريس العلوي المدغري، وزير الطاقة والمعادن الأسبق، يرى أن الوضعية الحالية فيها بعض أوجه الشبه بالأزمة التي عرفها المغرب في التسعينات من القرن الماضي التي نجمت عن انهيار الشبكة والانقطاعات المتوالية للتيار الكهربائي، التي أججها الجفاف وعدم توفر البنيات التحتية الكهرومائية، الأمر الذي دفع الحسن الثاني إلى التدخل من أجل المطالبة بحل جذري للمشكل من خلال وضع استراتيجية لقطاع الكهرباء على قاعدة دراسات وتوصيات الشركاء المعنيين. الهواجس التي لمسناها لدى الصناعيين أملت سؤالا مباشرا حول احتمالات وقوع انقطاعات في الكهرباء في الصيف القادم، نقلناه إلى المكتب الوطني للكهرباء، غير أن الأخير لم يأت بجواب يدعم أو يطرد تلك الهواجس، حيث اكتفى بالتذكير بالرسالة التي من أجلها أحدث، قبل أن يشير إلى أنه "يمكن أن يكون العرض في فترات الذروة غير كاف بسبب أعطاب تقنية" جازما بأنه "لا يمكن أن يسلم منها أي بلد"، آنئذ يلجأ المكتب إلى التشاور مع الفاعلين لوضع خطة وقائية. التخطيط الوقائي دفع المكتب، حسب مصدر صناعي مطلع من العاصمة الاقتصادية، إلى التأكيد على أنه تحسبا للمفاجآت غير السارة، عمد المكتب إلى تنبيه بعض القطاعات الصناعية مسبقا إلى احتمال وقوع انقطاعات في التيار الكهربائي خلال الصيف القادم، حتى تتخذ الإجراءات التي يفرضها الوضع، وهذا هو حال صناعة الإسمنت التي تكبدها الانقطاعات خسارة كبيرة، خسارات يمكن أن تخفف منها الانقطاعات المبرمجة سلفا. مازالت وقائع ما حدث في بداية التسعينات حية في أذهان الصناعيين بالدار البيضاء، حيث فوجئوا بانقطاعات متوالية للتيار الكهربائي، مما اضطر العديد منهم إلى تعبئة مصاريف استثنائية، قدرت ب30 مليون درهم، في سبيل شراء مولدات كهربائية، تجنبهم الأخطار التي تحدق بهم نتيجة الانقطاعات الكهربائية المفاجئة، ففي بعض الصناعات يفضي انقطاع التيار الكهربائي لمدة نصف ساعة إلى توقف العمل لمدة ثلاث ساعات، خاصة في الصناعات الحساسة، من قبيل الصناعات الكيماوية وشبه الكيماوية. التفاصيل في الصفحة الاقتصادية.