أدت الحرارة المفرطة والمصحوبة برياح الشركَي اللافحة والتي اجتاحت مدينة أكَادير والمدن المجاورة، منذ يوم الأحد الماضي، إلى انقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة، بكورنيش أكَادير، مما كبّد المطاعم السياحية خسائر فادحة، وخاصة عند انقطاع التيار لمدة ساعة و20 دقيقة ليلة يوم أول أمس، من الساعة العاشرة إلى الساعة الحادية عشرة و20، أي في الوقت الذي تعرف فيه المؤسسات رواجا تجاريا في فصل الصيف. الإنقطاعات الكهربائية توالت في أكثرمن حي، نتيجة كثرة الأعطاب التي أصابت المحولات الكهربائية، كما حدث ليلة يوم الإثنين 21 يوليوز 2009، بشارع الجنيرال الكتاني وحي السويسي، وجزء من شارع محمد الخامس، هذا فضلا عن انقطاعات أخرى ببلوك 10 وبلوك 6 وبلوك 9 ببنسركَاو، نتيجة عطب طارئ حدث بمحول كهربائي جديد تم وضعه السنة الماضية عندما شبت النيران في المحول القديم. ومهما أرجعت إدارة المكتب الوطني للكهرباء أسباب الإنقطاعات إلى مبررات مختلفة بشرية وطبيعية، فإنه من غير المعقول أن نقبل بهذه التبريرات التي تبدو في مجملها واهية، خاصة أن الإنقطاعات وقعت بمدينة سياحية، وبمنطقة حساسة يتردد عليها السياح والمواطنون بكثرة، وتوجد بها أنشطة سياحية كثيرة، زيادة على كون المغرب مقبل على استقبال 10ملايين سائح في أفق سنة2010 . فما ينتظر من المكتب الوطني للكهرباء، أن يستوعب الدرس من هذه الحرارة المفرطة التي لم تبلغ في أحسن الأحوال درجة عليا، بالمقارنة مع ما تعيشه مدن مغربية أخرى في فترة كل صيف، لكي تعيد النظر في محولاتها الكهربائية بجميع الأحياء سواء من حيث الصيانة أو الإصلاح أو التجديد، والتفكير كذلك في إحداث محولات بديلة واحتياطية تحسبا لكل الطوارئ المحتملة، كما هو معمول به بالفنادق الكبرى وبعض مؤسسات الدولة.