دعما لجهود الأبطال المغاربة المشاركين في أولمبياد بيكين الصيف القادم، أكدت مصادر من وزارة الشباب والرياضة بأن الحكومة المغربية قد خصصت للفائزين بالميداليات حوافز عديدة على المستوى المالي والمعنوي من خلال تأمين مستقبل الأبطال الذين شرفوا الوطن. وخصص للفائز بالميدالية الذهبية مبلغ 100 مليون ستنتيم وصاحب الميدالية الفضية 60 مليون سنتيم، أما الميدالية النحاسية فحددت قيمتها المالية في 30 مليون، وهي مبالغ مهمة من شأنها أن ترفع درجة الاستنفار لدى الأبطال المغاربة المشاركين في أولمبياد بيكين الصيف القادم. وكانت الوزارة قد بادرت منذ عهد المرحوم عبد اللطيف السملالي بتشغيل مجموعة من الأبطال من مختلف التخصصات الرياضية فور إحرازهم على ميداليات ذهبية في التظاهرات العالمية، واستفاد العديد من النجوم من إكرامية الدولة في هذا المجال، أبرزهم البطل العالمي السابق هشام الكروج الذي نال المليون درهم بعد حصوله على ذهبية أولمبياد آثينا 2004، رغم أنه طالب بمائتي درهم على خلفية نيله لميداليتين ذهبيتين في نفس الدورة، في 1500 متر و5000 متر، كما أن مصالح وزارة الشباب والرياضة تشغل العديد من نجوم الرياضة في مختلف سلاليم الوظيفة العمومية، كابراهيم بولامي في السلم 11 وخالد السكاح في نفس التصنيف الوظيفي، بينما يتقاضى هشام الكروج ونزهة بيدوان راتبيهما عن السلم العاشر، وآخرون في السلاليم الدنيا حسب نوعية وقيمة الميدالية المحصل عليها، كما هو الحال بالنسبة للملاكم الطاهر التمسماني صاحب الميدالية النحاسية في ألعاب سيدني 2000 ، وحسب مصادرنا فإن الميدالية الفضية تمنح صاحبها بشكل تلقائي الرتبة الثامنة في سلم الأجور، والنحاسية السلم السادس مع إعطاء الأولوية للشواهد المحصل عليها. ويشارك في دورة بيكين العديد من الأبطال المغاربة وكلهم أمل في حيازة الذهب من أجل ضرب سرب طيور بحجرة واحدة، سيما وأن العديد من الأبطال المتوجين نالوا فضلا عن الحوافز المالية من كعكة اقتصاد الريع، ونالوا «كريمة» أمنت مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم. وسيكون المغرب حاضرا بوفد تغيب عنه الرياضات الجماعية، حيث تقتصر المشاركة على رياضات ألعاب القوى بأكبر وفد من الناحية العددية، والملاكمة والتيكواندو والجيدو، أما المسايفة والسباحة فتمثيليتهما لن تتجاوز الفرد الواحد. وكان البطلان محمد وعبد الحق عشيق قد اختارا الاشتغال في مؤسسة عمومية قبل الخوصصة، بعد أن قررت الدولة تكريمهما على إنجازهما الأولمبي، فيما يحظى لاعبو كرة القدم بالأفضلية من بين جميع الرياضيين، فرغم أن الفريق الوطني المغربي اكتفى بدور الوصيف في نهائيات كأس إفريقيا سنة 2004، إلا أن اللاعبين والمؤطرين نالوا منحا مالية من الملك محمد السادس حددت في 100 مليون سنتيم لكل فرد، إضافة لرخص استغلال في أكثر من قطاع اقتصادي. ومن المفارقات الغريبة أن البطل المغربي الذي نال أول ميدالية في تاريخ المشاركات المغربية في نهائيات الألعاب الأولمبية عبد السلام الراضي، صاحب فضية ماراطون دورة روما 1960، اضطر لبيع ميداليته في جوطية بفاس من أجل شراء الدواء قبل أن يموت في صمت.