طالب الناخب الوطني الجديد روجي لومير من مفاوضيه في نهاية النقاش حول جزئيات وتفاصيل الارتباط مع المنتخب الوطني، بضرورة تعيين جامعة الكرة في أسرع وقت ممكن لناطق رسمي يشكل الخط الرابط بين المدرب الفرنسي ووسائل الإعلام بمختلف مشاربها، واعتبر روجي المسألة من أولويات التعامل الاحترافي مع الصحفيين المغاربة، خاصة وأن الرجل عرف بحروبه الصغيرة مع رجال الإعلام ليس فقط في تونس بل في فرنسا أيضا حين كان مشرفا على المنتخب الفرنسي أو بمجموعة من الأندية أبرزها لانس. وأكد مصدر من الجامعة بأن لومير طالب بإلحاح من مفاوضيه العمل على تعيين شخص له القدرة على تأمين التواصل مع الصحافة بكل توجهاتها، كي ينهي الخلافات المحتملة مع الإعلاميين الذين ظلوا يتحصنون في مواقعهم تحسبا لغارات مدرب، أصبح اسمه مرادفا للخلافات مع رجال الصحافة. وقال المدرب لومير في ختام جولات المفاوضات إنه يود أن يتفرغ للجوانب التقنية وأن التواصل مع الصحافيين يجب أن يتم تقنينه بشكل يضمن تفادي النزاعات وتكرار المشاهد التي حصلت في تونس، والتي جعلت لومير في خندق العداء الدائم مع الصحافة وبالتالي الرأي العام. وسبق عبد الحميد الهركال عضو الجامعة التونسية لكرة القدم أن صرح ل«المساء» بأن خلافات لومير مع الصحافة التونسية، ناتجة عن محاولته لتكريس تعامل احترافي وتقنين العلاقة مع الإعلاميين، بل إن الرجل ينفجر لمجرد تصرف خارج النص، سيما بعد أن ساءت العلاقة بينه وبين مجموعة من المنابر الإعلامية. ويذكر زملاؤنا في تونس كيف انتفض المدرب لومير في غانا بعد أن علم بوجود صحفي تونسي مقيم بنفس الفندق الذي حجز فيه المنتخب التونسي، وطالب بإلحاح من رئيس الوفد إجلاء الصحفي بعيدا عن مقر إقامة المنتخب، كما انتفض في أكثر من ندوة صحفية لعدم تقبله الأسئلة المستفزة، بل إن الرجل تشاجر مع مصور إحدى القنوات التلفزية وكاد أن يكسر الكاميرا لولا تدخل رجال الأمن، ولم يسلم الصحافيون المغاربة من هجوماته خاصة في الندوات الصحفية التي تعقب مباريات المنتخبين المغربي والتونسي وغالبا ما يهدد بالانسحاب إذا استمرت الأسئلة المستفزة. وكان المدرب السابق للمنتخب هنري ميشيل قد نصح مواطنه لومير بإعادة ترتيب العلاقة مع الصحافيين المغاربة، خاصة وأن ميشيل لم يتردد في آخر ندوة صحفية باتهامهم ببيع الوهم للمغاربة، وتسميم العلاقة مع الرأي العام، بل إن لومير أصر على أن يكون مؤازرا في أول خروج إعلامي بعد عودته إلى المغرب بناطق رسمي قادر على التصدي للهجمات الإعلامية وتنظيم أجندته مع الصحافيين بعيدا عن التشنج الذي يهدد العلاقة بين الطرفين. وكان امحمد أوزال نائب رئيس الجامعة قد أوضح بعد الندوة الصحفية الشهيرة لهنري ميشيل، بأن الجامعة تفكر جديا في انتداب رجل تواصل قادر على تأمين العلاقة بين الناخب الوطني والصحافة، على أن يحمل صفة ناطق رسمي، وهو نفس المنحى الذي ذهب إليه الكرتيلي حين أكد بأن المجموعة الوطنية تفكر جديا في انتداب رابط إعلامي. ومنذ مدة تدور منافسة شرسة في دواليب الجامعة من أجل الظفر بالمنصب الجديد، بعد أن ظل المنصب شاغرا لسنوات عديدة.