تروي البرلمانية المغربية عن حزب العدالة والتنمية، سمية بنخلدون، التي ظلت عالقة في العاصمة اللبنانية بيروت، تفاصيل ما عاشته في تلك اللحظات بعدما عادت صباح الاثنين إلى المغرب. وعلقت البرلمانية المغربية في أحد فنادق العاصمة اللبنانية إثر الاشتباكات المسلحة بين المعارضة والأغلبية، ووصفت الأيام التي قضتها محتجزة ب»العصيبة والحرجة» بفندق «كراند بلازا» الذي يوجد في المنطقة الحمراء ذات الأغلبية السنية، حيث يوجد مقر سكنى كل من سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، ووليد جنبلاط، زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وأحد أبرز الزعامات الدرزية في لبنان. وصلت بن خلدون إلى مطار بيروت الدولي مساء الثلاثاء الخامس من ماي، وذلك بغرض تسجيل حلقة من برنامج تبثه قناة «العالم» حول الشخصيات السياسية والاجتماعية، على أساس أنها سترجع إلى المغرب الخميس الموالي. وبسبب توتر الأوضاع والشد والجذب بين المعارضة والأغلبية، لم تسجل الحلقة في الأستوديو الذي كان معدا لذلك بل في استوديو آخر، حيث سجلت الحلقة بدون مشاكل وعادت بنخلدون إلى الفندق. كان يوم الأربعاء يوم إضراب عام في لبنان، شلت على إثره العاصمة واتسمت الأجواء العامة بالتشنج. «كنت أظن أن الأمور ستنفرج وتهدأ الخميس، لكنني فوجئت بإغلاق طريق المطار وإغلاق الطريق البرية التي تربط لبنان بسوريا، كما فوجئت بتطويق شباب مسلحين للفندق. كنت أرفع ستار النافذة قليلا لأرمقهم، لأن النظر من النافذة مباشرة يتسم بالخطورة بسبب وجود القناصة الذي يراقبون النوافذ». كانت البرلمانية المغربية تشعر بالخوف لكنها، حسب قولها، كانت تطمئن نفسها بكون هؤلاء المسلحين «لا يستهدفون الأبرياء». كانت تسمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق النار. «شعرت حينها بشيء مما يشعر به الفلسطينيون الذين يعيشون يوميا على أصوات القصف وإطلاق النار واجتياح الدبابات. شعرت عندها بالأهمية الكبيرة والحيوية للحرية والشعور بالأمان». وقالت: «كنت أتساءل حينها إلى متى ستبقى الحدود مغلقة، وإلى متى ستستمر الاشتباكات المسلحة، وعن مدى أمان الفندق الذي أنزل فيه، والذي لم يستطع عدد كبير من مستخدميه الالتحاق بعملهم فيه بسبب الأوضاع». اتصلت بالسفارة المغربية في بيروت لطلب المساعدة، لكن السفارة اقترحت عليها استئجار سيارة أجرة وتدبر أمورها ومحاولة الوصول إلى سوريا عبر الطريق البرية، وهو الأمر الذي يعتبر، حسب بنخلدون، «مغامرة حقيقية» لكون الحدود مغلقة بين البلدين والطريق تم قطعها من طرف المسلحين. مغامرة خروجها من لبنان كانت محفوفة بالمخاطر، تقول: «قررت يوم الجمعة، أنا وطاقم الطائرة، الخروج من لبنان بعد أن سمعنا بوجود هدنة، فاتصلنا من الفندق بسيارة أجرة وخرجنا. الشبان المسلحون كانوا في كل مكان حول الفندق، وكانوا يشيرون بأيديهم علامة على الانتصار، فيما كان بعض المسلحين يطلقون النار في الهواء تعبيرا عن فرحهم بالانتصار الذي حققوه». وبعدها ركبوا سيارة الأجرة التي سلكت طريقا ثانويا للوصول إلى سوريا، واستغرقت الرحلة من بيروت إلى دمشق حوالي 12 ساعة دون توقف. «كانت رحلة مرهقة للغاية، كنا نتنقل من سيارة أجرة إلى أخرى دون أن يتسنى لنا الوقت للأكل أو أخذ ولو قسط بسيط من الراحة»، تؤكد البرلمانية المغربية. عندما تتذكر سمية بنخلدون، بعد عودتها، الأيام والساعات العصيبة التي مرت بها تعتبر أنها كانت محظوظة وأنها حظيت بعناية إلهية أحاطتها بأشخاص كطاقم الطائرة والسفارة المغربية بدمشق، الذين ساعدوها على الخروج من لبنان والوصول إلى المغرب سالمة.