قضى المدرب الفرنسي روجي لومير ليلة هادئة في إحدى الفنادق الفاخرة بمدينة مراكش، بعد أن وضع النقط على الحروف مع مفاوضيه الذين كان على رأسهم الجنرال حسني بنسليمان، فضل روجي البقاء في مدينة مراكش بعيدا عن الأنظار بعد أن سحرته المدينة وحكمت عليه بتمديد المقام. لم تدم المفاوضات طويلا بعد أن كانت الاتصالات القبلية مقدمة لوجبة النقاش، فليست المرة الأولى التي يلتقي فيها المدرب السابق للمنتخب التونسي مع مسؤولي جامعة الكرة، بعد أن كان لقاء فندق هيلتون مهما في وضع الخطوط العريضة لتعاقد يمتد لأربع سنوات، فضلا عن الهواتف التي ظلت تقرب المسافات بين الرجل وجامعة الكرة. ويعود اختيار مدينة مراكش مكانا للمفاوضات لاعتبارات مهنية بالنسبة لرئيس الجامعة الجنرال حسني بنسليمان الذين كان يتواجد بعاصمة النخيل في إطار مهامه الأمنية، بل إن رواية أخرى تقول بأن تسرب خبر مفاوضات فندق هيلتون بالرباط كانت وراء تغيير المكان والبحث عن فضاء يوفر الحد الأدنى من السرية والسكينة. وحسب مصادرنا فإن المفاوضين المغاربة قد فوجئوا بالليونة التي أبداها المدرب الفرنسي طيلة فترات النقاش، سيما وأن لومير لم يقدم مطالب مالية تعجيزية، واكتفى بإحالة مفاوضيه على التسعيرة المعتمدة من الجامعة التونسية، وقال مصدرنا إن الراتب الشهري لن يتجاوز 37 ألف أورو، مع امتيازات أخرى كالسكن والسيارة وتذاكر السفر وغيرها من الامتيازات المعمول بها، بل إن الرجل اكتفى بالراتب الشهري وأعفى الجامعة من البحث عن صيغ صرف منحة التوقيع على غرار ما حصل مع العديد من المدربين الأجانب والمغاربة على حد سواء، بل إن لومير قال لمفاوضيه بأنه يرفض مصطلح مدرب مساعد واعتبر المدرب الذي سيكون إلى جانبه على دكة الاحتياط مدربا وطنيا له صلاحيات واسعة، وليس مساعدا مهمته استخباراتية، وقال إنه يرفض أيضا المنح المضاعفة للمدرب وأشار بأن من يصنع النتائج هم اللاعبون، قبل أن يستدرك ويطالب بمنحه حق انتقاء المدربين الذين سيشرفون على مختلف المنتخبات الوطنية من بين السير الذاتية للأطر المغربية التي وضعت رهن إشارته، وهي نفس الأسماء السابقة مع إضافة إسمي عموتة مدرب اتحاد الخميسات والسكتيوي مدرب أولمبيك آسفي. واعتبر المفاوضون لومير بمثابة مدير عام للمنتخبات الوطنية أو ما يصطلح عليه بالمنادجير العام في قاموس الكرة، وهو ما يعني أن صلاحياته لن تتوقف عند المنتخب الأول، بل تتعداه إلى بقية المنتخبات في إطار هيكلة تقنية جديدة قد تعهد لإطار فرنسي يدعى جان بيير مورلان، الذي لم يمانع بدوره في الانخراط في إعادة تأهيل الإدارة التقنية للمنتخبات الوطنية. ومن المهام الموكولة للمدرب الجديد المتابعة التقنية للأندية المغربية، رفقة المستشار التقني الذي ستبدأ المفاوضات في شأنه في الأيام القليلة القادمة، رغم أن العائق الوحيد الذي يقلق المسؤولين هو مصير الناخب الوطني الحالي والمدير التقني فتحي جمال، بل إن «الخبير» الفرنسي مورلان لا يانع في العمل المستمر بالمغرب إلى جانب جمال، مع تحديد اختصاصات كل طرف. واطلع لومير منذ مدة على الخطوات التي قطعتها الجامعة في مشوار التأهيل، وعبر عن رغبته في جعل مقامه بالمغرب فرصة لإعادة الهيكلة على المستوى التقني والرهان على تكوين الأطر. وفي صباح يوم أمس الثلاثاء غادر لومير مراكش نحو مطار محمد الخامس عائدا إلى فرنسا، على أمل استئناف عمله يوم فاتح يوليوز المقبل. في الوقت الذي زف فيه بيان الرباط خبر تعيينه مدربا.