لم يكن أحد يتوقع أن تتسبب الخسارة المفجعة للمنتخب المغربي أمام الغابون، ضمن إقصائيات كأس العالم 2010، في كل هذا الاضطراب الذي تعيشه دواليب الرياضة، وهو اضطراب وصلت انعكاساته إلى شرايين العلاقات المغربية الفرنسية. وبينما صدر قرار رسمي من أعلى مستوى بحل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وجميع القطاعات المرتبطة بها، أكدت مصادر عليمة أن قرار إقالة الجنرال حسني بنسليمان من تسيير شؤون الكرة قد صدر بالفعل، وأن إعلان ذلك رسميا سيتم غدا الخميس بعد اجتماع طارئ لكبار المسؤولين المغاربة سيترأسه الوزير الأول عباس الفاسي شخصيا رفقة مدير ديوان والي المظالم. وكان عباس الفاسي غاضبا جدا بعد مباراة الغابون، واتصل بالجنرال بنسليمان وخاطبه بحدة «إذا انهزمنا مع الغابون في عقر دارنا، فماذا سنفعل مع الكامرون وباقي المنتخبات في عقر دارها؟». ومن غير المتوقع أن تحضر خلال الاجتماع المرتقب وزيرة الشباب والرياضة نوال المتوكل، التي صدر أيضا قرار بإلغاء منصبها الوزاري، فيما احتفظت لنفسها بمنصب رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية المكلفة باختيار المدينة التي ستحتضن الألعاب الأولمبية لسنة 2016. وكان قرار إلغاء منصب وزارة الرياضة متوقعا إلى حد ما بالنظر إلى أن المتوكل كانت من بين الوزراء الذين يتوقع خروجهم من الحكومة عند أول تعديل، غير أنها خرجت هي ووزارتها من الحكومة حتى من دون تعديل. وكان خالد الناصري، الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد أعلن في ساعة متأخرة من مساء أمس (الثلاثاء) أن قرار حل المنتخب والجامعة وإعفاء المدرب الفرنسي روجيه لومير من مهامه يدخل ضمن استراتيجية عامة تهدف إلى الرجوع إلى نقطة الصفر وتحديد الأولويات. ونفى الناصري ما تردد حول إمكانية إيقاف البطولة خلال ما تبقى من الموسم، معتبرا أن الهزيمة أمام الغابون وتضاؤل حظوظ المغرب في الترشح لنهائيات المونديال «ليست نهاية العالم، لكن ينبغي القيام بإجراءات راديكالية وقاسية أحيانا، من بينها إلغاء اسم «أسود الأطلس» الذي يطلق على المنتخب المغربي. وكانت أحزاب، بينها العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة وحزب الشورى والاستقلال، دعت إلى تجميد تام لمئات الملايير التي يتم صرفها في مجال كرة القدم، وتخصيصها لإنشاء بنيات تحتية ومدارس ومستشفيات وتعبيد الطرق وكهربة القرى من أجل فك العزلة عن المناطق التي يموت أطفالها وشيوخها بالبرد كل موسم شتاء. وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية أدرجت تصريحا للمدرب روجيه لومير، بعد إقالته، قال فيه إن اختياره تدريب المنتخب المغربي كان خطأ لأن المغرب لا يتوفر على بنية كروية قوية، وهو تصريح مشابه لتصريح أدلى به من قبل المدرب الفرنسي هنري ميشال، الذي أقيل بسببه من تدريب المنتخب المغربي بعد نهائيات غانا المخيبة. وكانت صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية قد انتقدت السلطات المغربية بشكل عنيف واعتبرت أن إقالة مدربين، فرنسيين هنري ميشيل وروجيه لومير، بشكل متوال، دليل آخر على تردي العلاقات التاريخية بين البلدين، ووصفت اللاعبين المغاربة بأن لهم أرجلا من طين تتيبس تحت الشمس، ووجهت انتقادا مباشرا لفؤاد عالي الهمة، معتبرة أن تخلفه عن الحضور إلى الملعب ليلة المباراة سبب رئيسي في الهزيمة أمام الغابون. شظايا إقالة لومير وصلت حتى قصر الإليزيه، حيث اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ذلك بمثابة صفعة للكرامة الوطنية الفرنسية، غير أنه استبعد إمكانية نشوب مواجهة مسلحة بين البلدين في الوقت الراهن. وقال ساركوزي، ردا على زعيم اليمين المتطرف جون ماري لوبين، الذي طالب بغزو المغرب وإعادة لومير إلى المنتخب، «هذا غير ممكن من الناحية العسكرية والاستراتيجية... نحن نفكر في غارات جوية محدودة وتسليم المتفرجين الذين رموا لومير بالقارورات الفارغة في الملعب إلى محكمة الجنايات الدولية». إيوا آلخوتْ سمحو لنا.. أنتم تعرفون أن اليوم هو فاتح أبريل، يعني وقت الأكاذيب البيضاء، لذلك قررنا أن نمزح معكم بهذه الأكذوبة الخفيفة بمناسبة الخسارة الثقيلة. ابلعوا الهزيمة مع الغابون كما ابتلعتم عددا لا يحصى من الهزائم قبلها في الرياضة وغير الرياضة، وفرفشوا معنا مع الأخبار الخيالية في أجمل بلد في العالم. وإلى أن نلتقي في فاتح أبريل 2010، أي قبل المونديال بشهرين، دمتم في رعاية الله وحفظه، وكل مونديال ونحن خارجون منه كما تخرج الشعرة من العجين.