- ما هي دواعي تخليد اليوم الوطني لمناهضة الفقر عبر تنظيم وقفات احتجاجية في عدد من مدن المملكة مختلفة في المكان وموحدة في الزمان؟ < لأن ظاهرة الفقر أصبحت تعرف اتساعا كبيرا من خلال سياسة تجميد الأجور وارتفاع الأسعار وتدني الخدمات الأساسية، كما أن هذه المبادرة تندرج ضمن الجهود التي تبذلها تنسيقيات مناهضة غلاء المعيشة بغية توحيد طاقاتها عبر تخليد هذا اليوم الوطني والوقوف على وضعية الفقر التي أضحت دائرتها تتسع يوما بعد يوم. - لما اخترتم تنظيم هذه الوقفات في الأحياء الشعبية رغم ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الخطوة من مفاجآت؟ < باعتبار الأحياء الشعبية هي التي يتواجد بها الكادحون وذوو الدخل المنخفض والمنعدم، وهي تعاني من الفقر بشكل فظيع، لذلك اخترنا تنظيم وقفات احتجاجية بهذه الأحياء بهدف ضرب الطابع النخبوي للتنسيقيات وإعطائها بعدا جماهيريا وكفاحيا، وبناء حركة اجتماعية قوية ترتكز على ساكنة الأحياء الشعبية. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه، إلى حد الآن، تبقى الوقفات التي تنظم تحافظ على شكلها الحضاري السلمي، علما بأن انفجار الغضب الشعبي لا يمكن ضبطه، ويبقى الحل بين أيدي المسؤولين الذين يتوجب عليهم تبني مقاربة اجتماعية تنهي أزمة جماهير هذه الأحياء الشعبية. كما تجدر الإشارة إلى أن التنسيقيات ليست بديلا عن النقابات المكافحة والمناضلة، بل إنها تساند وتدعم مطالب الطبقة العاملة وحقها في العيش الكريم. - بماذا تفسر ارتفاع وتيرة الحراك الشعبي ضد غلاء الأسعار؟ < هذا شيء طبيعي في ظل وضع اجتماعي متدن يتسم بضرب حقوق المواطنين والمواطنات وخصوصا قوتهم اليومي، حيث لا يبقى أمام هؤلاء سوى النضال والمواجهة من أجل انتزاع حقهم في البقاء والعيش الكريم. كما أن الوضعية الحالية مؤهلة للتوتر ما لم يتدخل ذوو القرار ويتحملوا كامل مسؤوليتهم، عبر فتح حوار مع مناضلي التنسيقيات على المستوى الوطني والمحلي ومراعاة خصوصيات المناطق. لكن، وفي ظل غياب هذا الحوار، فإنه ليس من المستبعد أن نفاجأ بانتفاضات شعبية، وبانتفاضات الخبز على شكل انتفاضة 65 و81 و84 والتي ذهب ضحيتها عدد من الشهداء. وإلى حد الآن، تبقى الوقفات التي تنظم تحافظ على شكلها الحضاري السلمي، إلا أن انفجار الغضب الشعبي لا يمكن ضبطه. *عضو لجنة المتابعة لتنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار.