عجز حكومي عن تقديم ما يخفف من حدة الآفة المغاربة يخلدون اليوم العالمي و أيامهم كلها فقر خلد المغرب، أمس (الجمعة)، على غرار دول العالم، اليوم العالمي لمحاربة الفقر، الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة. وإذا كانت حكومات العالم تستحضر في مثل هذا اليوم، معاناة الفقراء والوعود التي قطعتها على أنفسها ضمن خطة التنمية الألفية التي تهدف إلى خفض نسبة الفقر المدقع إلى النصف بحلول عام 2015، فإن المغاربة الذين أنهكهم الغلاء المتزايد في مختلف المواد الضرورية والخدمات الأساسية، أحيوا هذا اليوم في جو من القلق من تصاعد وتيرة الغلاء والاستياء من الوضعية الحالية التي تغيب فيها الإحصاءات الرسمية وعجز الحكومة عن وضع خطة لمكافحة الفقر أو التخفيف من حدته . فأمام استمرار ظاهرة الفقر التي تعكسها صور البؤس والحرمان التي تظهر بكل أحزمة المدن والقرى النائية وسيادة التمييز والحيف وغياب تكافؤ حقيقي للفرص وتزايد معدل البطالة، طالب المغاربة أمس بالعديد من مناطق المملكة عبر تنظيم وقفات احتجاجية محلية، الحكومة بوضع فئات الناس أكثر فقرا ضمن أولوياتها، وذلك باعتماد سياسات واضحة وشفافة عبر استراتيجيات وطنية ديمقراطية تشاركية من أجل استئصال هذه الآفة الخطيرة . ودعا المغاربة الذين أحيوا هذا اليوم تحت شعار "لنناضل جميعا ضد الغلاء وتدهور وضرب مجانية الخدمات العمومية"، الحكومة إلى التراجع الفوري عن الزيادات في أسعار المواد الأساسية، والمحروقات ، مرددين رفضهم بقاء المسؤولين عن وضعية الأسعار الحالية ، سيما وأنها لم تعد مقبولة بعد تراجع أسعار الذهب الأسود بالسوق العالمية. كما ندد المحتجون، في الوقفات ، التي نظمتها تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات العمومية، بتدهور وضرب مجانية الخدمات العمومية خاصة التعليم، والصحة، منتقدين المسؤولين الذين يعملون للحفاظ على مصالحهم ، ودعوا إلى سن سياسة اقتصادية واجتماعية تراعي متطلبات وحاجيات المواطنين بشكل يضمن توزيع الثروات وتشغيل جيوش المعطلين، والرفع من الأجور، فضلا عن مراقبة صارمة للمضاربين، الذين يغتنون على حساب البسطاء بالتلاعب في الأسعار في أي وقت ، دون إخبار أو سابق إنذار كالعادة. ويبقى الاحتفاء بهذا اليوم فرصة لتذكير المسؤولين بضرورة مواجهة إشكالية الفقر والحد منها خاصة وأنها أصبحت مركبة بفعل تداخل مجموعة من المعضلات، كالفساد والرشوة وتضييق الخناق على حرية التعبير. فالتصدي للفقر بالمغرب يتطلب العمل على اقتلاع جذوره، من خلال بلورة إستراتيجية مستديمة واضحة المرامي والأهداف، تضع نصب الأعين ثقافة تخليق الحياة العامة واحترام المال العام واجتثاث آليات إنتاج وإعادة إنتاج عوامل وأسباب الفقر والتهميش مع وضع حد لمسلسل التفقير الممنهج. [email protected]