أكدت الخبيرة الألمانية في علم النفس والطب البشري سوساني لاينينغر أنه لا يوجد علاج مجاني ومتوفر باستمرار سوى علاج الضحك، وأن فائدة دقيقة واحدة من الضحك تضاهي أكثر من 45 دقيقة من الاسترخاء. كما أوضحت لاينينغر أن للضحك مؤثرات إيجابية وقيمة على مختلف أنواع الأمراض وتساعد النساء على التعافي بسرعة، لأن الأبحاث الطبية تؤكد أنهن أكثر عرضة للضغوط والاكتئاب. كما بينت أيضا أنه خلافا للناس اليافعين الناضجين، فإنه يمكن اعتبار الأطفال «أبطال الضحك» في العالم، إذ إن الطفل يضحك على الأقل 400 مرة في اليوم. وأكدت في هذا الصدد أن «الضحك الذي يصدر عن إرادة صادقة ودوافع فعلية يؤدي إلى توسيع حجم الرئتين ويساهم في تسريع عملية تبادل الأوكسجين خلال عملية التنفس، فضلا عن أنه ينظم الدورة الدموية وضغط الدم ويزيد من هرمونات الجسم التي تزيد الشعور بالسعادة، ويخفف الألم خاصة بالنسبة إلى السيدات لأنهن يتعرضن باستمرار للتوتر والقلق. ونصحت الخبيرة التي تعمل في جامعة مدينة برلين الطبية بالابتعاد عن الإجهاد والتزام الاسترخاء والضحك في حدوده المعقولة، موضحة أن أكثر من مائة عضلة تتحرك في الجسم خلال عملية الضحك ومن بينها 15 عضلة في الوجه. من جانب آخر، توصلت دراسة أمريكية إلى أن الضحك أفضل دواء، وأن مجرد التطلع إلى حدث إيجابي مضحك أو مشاهدة تجربة مضحكة، قد يعزز جهاز المناعة ويقلل التوتر. كما أثبتت اختبارات أجريت في أمريكا أنه بمجرد توقع حدث سعيد بهيج أو مضحك، قد يرفع مستويات الأندروفين والهرمونات الأخرى التي تحدث شعورا بالمتعة والاسترخاء وتخفض إفراز الهرمونات المصاحبة للتوتر. هذا، وقد بدأ الأطباء بإدخال الضحك والابتسامات على لائحة وصفاتهم الطبية التي لا تصرف من الصيدليات، بنصح المريض بتنظيم روتين حياته مع الابتعاد عن الضغوطات النفسية والجسدية بالقدر المستطاع، بالإضافة إلى الترفيه عن النفس، ويرى الأطباء أيضا أن المرح داخل المراكز العلاجية مفيد للأطباء والممرضين أيضا، لأنه يساعدهم على التخلص من الضغط العصبي الناتج عن طبيعة عملهم الشاق. ويعتقد بعض الخبراء أن لإضحاك المرضى وإدخال البهجة في نفوسهم أثرا مباشرا على أجهزة المناعة الطبيعية في أجسادهم. ويؤكد بعضهم أن فائدة الضحك لا تقتصر على تحسين الحالة النفسية للمرضى، بل تتجاوزها بشحذها قدرة الجسد على مقاومة الأمراض، والكثير من الأبحاث التي أجريت لاكتشاف التأثير الإيجابي للمرح على الحالة البدنية أظهرت أن من يتعرضون للأزمات القلبية يمكنهم تفادي الإصابة بأزمة ثانية والتعرض لارتفاع ضغط الدم، ويمكنهم الاستغناء عن تعاطي كميات كبيرة من الأدوية إذا ضحكوا لمدة نصف ساعة كل يوم، وقد ثبت علميا أن الضحك يؤدي إلى خفض معدلات إفراز المواد الكيميائية المرتبطة بحالات التوتر العصبي، ويقوي أجهزة المناعة وقدرة الجسد على تحمل الآلام.