أبرز الملتقى الدولي ببرشلونة حول الهجرة والتنمية بالبلدان الأصلية، أن استغلال فائض تحويلات الجالية في إقامة مشاريع استثمارية في بلدانها الأصلية سيساهم في النهوض بتنميتها الاقتصادية والاجتماعية. وتم التأكيد خلال هذا الملتقى المنظم من قبل مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط بتعاون مع وكالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم وعمالات الشرق بالمغرب والمؤسسة الاجتماعية والثقافية ابن بطوطة (برشلونة)، على أن بإمكان الهجرة التي أصبحت حاليا أداة أساسية للتنمية فتح أسواق جديدة لاقتصاديات بلدان الاستقبال، وفي الوقت ذاته تحقيق التنمية والازدهار بالبلدان الاصلية وبالتالي تطوير العلاقات بين بلدان الشمال والجنوب. وفي هذا الصدد, أكد محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج في كلمة خلال انعقاد أشغال الملتقى الدولي حول «الهجرات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الأصلية: الجهة الشرقية بالمغرب نموذجا « ببرشلونة يومي14 و15 أبريل الجاري، أن إجراء مقارنة بين حجم تحويلات الجالية والمساعدات من أجل التنمية يبين الدور الأساسي الذي تضطلع به الجالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلدها الأصلي، لكنه أشار إلى أن جزءا قليلا من هذه التحويلات يتم استثمارها في مشاريع إنتاجية. ومن أجل تشجيع الاستثمار المنتج لأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج, أبرز عامر أن وزارته تتدارس الإجراءات والآليات التي ينبغي وضعها على المدى القصير والمتوسط، من أجل إشراك المهاجرين المغاربة في تدبير الشأن العمومي والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدهم الأصلي. ولتحقيق الأهداف المتوخاة - يضيف عامر- تدرس الحكومة اتخاذ مجموعة من التدابير التي تهم بالخصوص تشجيع الأبناك والمؤسسات المالية على تبسيط شروط تمويل استثمارات المهاجرين المغاربة، وتمكينهم من الاستفادة من منتوجات تمويلية تفضيلية ودعم الجهات، حتى تصبح أكثر جاذبية من خلال تعزيز البنيات الأساسية وهيكلة مشاريع الاستثمار الإنتاجي. كما تدرس الحكومة إمكانية التوقيع على اتفاقيات بين المغرب وبلدان الاستقبال بهدف وضع استراتيجية منسجمة وشاملة على المديين القصير والمتوسط للرفع من حجم استثمارات المهاجرين المغاربة في بلدهم الأصلي، وإقامة شراكة فعالة بين المراكز الجهوية للاستثمار ومديرية الاستثمارات الخارجية والجماعات المحلية والإدارات المحلية من أجل وضع بنيات جهوية أو محلية لمصاحبة أفراد الجالية الراغبين في الاستثمار بالمغرب. وفي هذا الصدد, أبرز عمر عزيمان سفير المغرب في إسبانيا الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أهمية هذا الملتقى الدولي حول توظيف تحويلات الجالية المغربية بالخارج لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمغرب. وأكد عزيمان أن تحويلات أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج وصلت إلى مبالغ مهمة جدا تجاوزت حاجيات الأسر التي كانت موجهة إليها، مضيفا أن هناك فائضا يمكن توظيفه لفائدة التنمية المحلية وهو ما سيعود بالخير على الجانبين.