كشف ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، عن إمكانية ربط عدد من المدن الجديدة بخطوط السكة الحديدية، وأكد أن مدينتي تامصلوحت وتامنصورت تندرجان ضمن اهتمامات المكتب في مخططه الاستراتيجي ل2005 – 2009. قال الخليع، في حديث ل«المساء»، إن «المكتب بادر إلى إنجاز الدراسات الأولية في هذا الإطار»، مشيرا إلى أن إنجاز محطات جديدة يتطلب وقتا طويلا، إذ إن دراسة الجدوى لوحدها تدوم عدة سنوات، إضافة إلى أنه يكثر عدد المتدخلين في مشروع بناء محطة جديدة للقطار في المدن الجديدة»، مؤكدا أن مصادر تمويل بناء المحطات الجديدة تختلف، لأن «هذه الأخيرة تكون لها مردودية سوسيو اقتصادية على المدينة التي تبنى بها». واستعرض المتحدث نفسه الخطوط العريضة للمخطط الاستراتيجي للمكتب الوطني للسكك الحديدية في الفترة الممتدة ما بين سنتي 2005 و2009، وقال في هذا الصدد إن «المخطط خصص له غلاف مالي استثماري يقدر ب17,2 مليار درهم، موجه إلى إعادة تأهيل المحطات الموجودة حاليا وبناء أخرى جديدة، إضافة إلى عمليات تثنية مجموعة من الخطوط السككية». وأعلن أن أربعمائة مليون درهم من الغلاف المالي الاستثماري الإجمالي موجهة إلى تأهيل المحطات المدرجة في شبكة المكتب الوطني للسكك الحديدية، مشددا في السياق ذاته على أن محطة الرباطالمدينة سيتم إنهاء الأشغال بها نهاية السنة الجارية، كما هو الشأن بالنسبة إلى المحطة الجديدة لمدينة مراكش، مضيفا أن الأشغال بالنسبة إلى عمليات إعادة تأهيل محطات فاس وطنجة بلغت نسبة تقدم الأشغال بها خمسين في المائة». وأشار إلى أن مجموعة من المحطات المتوسطة تخضع هي بدورها إلى إعادة التأهيل، وذكر في هذا الصدد محطات سلاالمدينة والمحمدية وسيدي العيدي وبرشيد، مؤكدا على أن هذه الأخيرة سيتم إنهاء الأشغال بها خلال السنة الجارية. وفي سياق آخر، قال المتحدث نفسه إن «المخطط الاستراتيجي للمكتب الوطني للسكك الحديدية يرمي إلى تحويل محطات القطار من مجرد أماكن للعبور إلى مراكز للخدمات، حيث سيتم تجهيزها بمراكز تجارية صغيرة ومجموعة من المطاعم والمقاهي». وذكر لخليع أن المحطة الجديدةلمراكش ستكون أولى محطات القطار المجهزة بهذه المرافق، وأوضح أن المكتب أبرم اتفاقيات مع مجموعات «ماكدونالدز» و«ك.أف.سي.» و»فينيزيا آيس» التي ستفتح محلاتها بالمحطة الجديدة، مضيفا أن المركز التجاري بهذه المحطة بلغت نسبة تقدم الأشغال به حوالي تسعين في المائة». وإضافة إلى الخدمات المرتبطة مباشرة بالنقل كالحجز، التذاكر، مستودع الأمتعة... فستوفر محطة مراكشالجديدة فضاء استقبال، ولقاء، علاوة على محلات تجارية، خدمات الطعامة، الخدمات البنكية، وكالات كراء السيارات، وكالات الأسفار، صيدلية... ويأتي تحرك لخليع في اتجاه إعادة تأهيل محطات القطار للتحديات التي رفعها المغرب على المستوى السياحي في أفق استقبال عشرة ملايين سائح في غضون السنتين المقبلتين، ومع الوصول المرتقب ل«تي.جي.في» والذي سيربط ما بين مراكش والدار البيضاء، حيث إن المسافات ستتقلص، وسيرتفع عدد الرحلات، لتصبح مراكش بذلك قطبا هاما على الصعيد الوطني وتجمعا حضريا كبيرا، إضافة إلى تدني مستوى الخدمات بمحطات القطار وبداخل القطارات نفسها والذي تؤكده شكاوى المواطنين المستمرة، الذين يتساءلون عما إذا كانت المحطات الجديدة، أو التي أعيد تأهيلها، ستساهم في أن تصل القطارات في الأوقات المحددة أم إن قاعدة التأخير والحالة المهترئة للعربات ستبقى هي الطاغية رغم تجديد المحطات؟.